زكاة المال المدَّخر في البنك
لشراء منزل
* لدي أرض، أتتني منحة من الدولة، فبعتُ هذه الأرض لكي أشتري منزلاً لي ولأسرتي، ووضعتُ مبلغ هذه الأرض في البنك، وقد مضى عليه ثلاث سنوات؛ لأنني لم أستطع شراء المنزل لارتفاع أسعار العقار، فهل على المبلغ الذي أودعتُه في البنك زكاة؟ إذ إنني دفعتُ زكاة سنة واحدة فقط، وما زلتُ مدَّخرًا هذا المبلغ لشراء المنزل. ولكم جزيل الشكر؟
- ما دام هذا المبلغ ثابتًا في البنك، ولم يَتصرف فيه، فإنه كنز؛ تجب فيه الزكاة كلما حال عليه الحول. وما دام مضى عليه ثلاث سنوات فعليه أن يزكيه؛ فيُخرج زكاة ثلاث سنوات، ربع العشر منه لكل سنة: اثنين ونصف في المائة.
* * *
كيفية تحصيل حلاوة الصلاة.. وإدمان ذكر الله
* أصلي والحمد لله، ولكن لا أجد حلاوةً في الصلاة، وأسمع الأغاني في بعض الأوقات، وأريد من الآن أن يكون لساني مليئًا بذكر الله، فما نصيحتكم لي؟
ـ ما دمتَ -ولله الحمد- تُصلي فأنت على خير، لكن كونك ما تجد حلاوة لهذه الصلاة التي هي راحة النبي -عليه الصلاة والسلام- إذ يقول: «يا بلال، أرحنا بالصلاة» [مسند أحمد: 23087]، وإذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة [يُنظر: أبو داود: 1319]؛ فهي لا شك أنها متعة المؤمن وراحة المسلم، وعلى من لا يجد هذه الحلاوة أن يسعى في تحصيلها بإحضار قلبه وتفريغ نفسه من شواغل الدنيا، وأن يقبل عليها بكليَّته مخلصًا فيها لله -جل وعلا-، وأن يستحضر ما يُقرأ وما يسمع من الإمام، وحينئذٍ يجد هذه الحلاوة -بإذن الله- إذا لم يكن ثَمَّ مانع. والذي يظهر أنه عنده موانع؛ يقول: (يسمع الأغاني). لا شك أن الأغاني المصحوبة بالمعازف والمزامير وألفاظها مما مُنع؛ إما لكونها سبًّا أو شتمًا أو غزلاً، أو ما أشبه ذلك مما يثير الشهوات. لا شك أن المُفتَى به والمعمول به عند أهل العلم أنها حرام. وهذه هي التي تصد عن ذكر الله. يقول: «وأريد من الآن أن يكون لساني مليئًا بذكر الله». إذا أردتَ أن يكون لسانك مليئًا بذكر الله -جل وعلا- فلا تسمع الأغاني؛ لأنه لا يجتمع الأغاني مع الذكر وحلاوة الذكر وتلاوة القرآن كما قرر ذلك ابن القيم وغيره؛ فعليك أن تقلع عن سماع الأغاني، وتُقبل على الله -جل وعلا-، وتُقبل على صلاتك بإخلاص ويقين، وبعد ذلك إذا تركتَ ذلك لله -جل وعلا- عوضك الله خيرًا منه، وهو الذكر والتلاوة.
** **
يجيب عنها معالي الشيخ الدكتور/ عبدالكريم بن عبدالله الخضير - عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء