فهد بن جليد
بعيداً عن السهولة التي يتميز بها (سناب شات)، وخاصية تبادل الفيديوهات بسرعة وبشكل مباشر، وإمكانية مُشاهدة القصص حول العالم على الخرائط بعيداً - عن كل هذه الميزات الجميلة وغيرها - أكاد أجزم أن العمر القصير (للقصة) الذي لا يتجاوز (24 ساعة) إضافة لمسح الرسالة تلقائياً بعد فتحها من الطرف الآخر هي من أهم الأسباب الخفية التي تجعل الناس يُفضلون التراسل والتواصل عبر هذه المنصة، بحثت في الموضوع ووجدتُ أنَّ مُعظم الناس لا يحبذون الاحتفاظ برسائلهم وأفكارهم وآراءهم التي يطرحونها بين بعضهم البعض حتى لو كانت هذه الرسائل المُتبادلة شخصية تناقش الحياة اليومية ومُتطلباتها المعيشية لا أكثر، فهم يفضلون أن يعبروا عن الآراء الجديدة بشكل مُستقل ووفق رؤية مُتطورة ومتغيرة كل يوم.
ما زلت أرى أن إدارة تطبيق (سناب شات) هي الأذكى من بين إدارات تطبيقات ومنصات التواصل الاجتماعي الأخرى، لأنَّها استطاعت أن تسوِّق لنفسها ولبرنامجها بشكل جيد، بعملها واستثمارها بعيداً عن نطاق العالم الافتراضي ومنصاته -قصيرة العمر- فهي تصف نفسها (مُتخصِّصة في مجال الكاميرات) - سبق أن كتبت عن ذلك في مقال (من سرق سناب شات) في 2 أبريل 2018م - اللافت أنَّ نجم (سناب شات) يتصاعد كثيراً في معظم المجتمعات، ويكاد يكون المنصة الأكثر قبولاً وانتشاراً بين مختلف الثقافات لأنَّه يتمتع بميزتي (عدم الحاجة للكتابة كل مرة، إضافة لعدم حفظ القصة المكتوبة أو المصوَّرة دون علم صاحبها)، فهو ينقل بالصوت والصورة بطريقة سهلة الفيديوهات والرسائل بين المشتركين بشكل خاص أو عام حسب الرغبة، وليس بالضرورة أن يتم أرشفة أو حفظ كل (المحتوى) كما هو الحال مع -منصات أخرى- إضافة لتطوير وتجديد منصَّة (سناب) بشكل مستمر، وفتح طُرق وخطوط للتواصل بين مختلف الأفراد في العالم لتبادل القصص والتعرف عليها.
رويترز نشرت ذات مرة تقريراً عن قسم التطوير والابتكار في شركة (سناب)، وكيف أنَّه يعمل على طرح وتطوير مشروعات استثمارية متنوعة (مُعلنة وسرية) بسبب المُنافسة تتعلق بتطوير نظارات التصوير، وتقنيات ثلاثية الأبعاد، إضافة لفكرة الاستحواذ على أكثر من شركة للروبوتات، وهو ما يدل أنَّ شركة (سناب شات) تعي حجم المُنافسة مع المنصات الكبرى التي (فشلت) في ابتلاع فكرة (السناب) بإضافة خاصية التراسل بالصوت والفيديو، لذا من الواضح أنَّ الشركة تعمل وفق خطط مستقبلية قائمة على احتمالات تغير وسائل التواصل الاجتماعي وتطورها، مع المُراهنة على بقاء (السناب) واستيعابه وتكيفه مع كل خطوات التطوير، كونُّه يملك ويجمع كافة أنواع وأشكال التواصل الممكنة حالياً (الفيديو والصوت والصورة والرسالة)، شريطة أن يُحافظ -برأيي- على فكرة (العمر القصير للقصة) تلك الميزة التي لم تستوعبها بعد المنصات الأخرى.
وعلى دروب الخير نلتقي.