خالد بن عبدالكريم الجاسر
أحد الأسئلة الجوهرية التي تواجهها الأسرة الدولية في شؤون الإرهاب يتعلق بمسار ذلك العنف المسلح؛ لما يلزمه من «صبر استراتيجي»، على العالم التحلي به، وإلا لن يكون حالنا أفضل حالاً من سابقه؛ فلا يزال هناك فارق واضح بين إرهاب الدول وإرهاب الجماعات العنقودية المسلحة على اختلاف أسمائها «الحرس الثوري وأشياع خامنئي نصر الله وحوثييه وغيرهم وحتى الدواعش»، والمنطلق من عباءات «أيديولوجية» تارة، والمتدثرة بأردية «دوغمائية» تارة أخرى. وفي كل الأحوال لا يحمل خيرًا للبشر بل شرًّا وموتًا، خاصة الإرهاب الفردي، أو أنموذج «الذئاب المنفردة»، ممن يصعب رصدها حتى بأجهزة أعتى الدول التي وقعت الهجمات الإرهابية بها مؤخرًا.
إذًا لِمَ التجاهل لأفعالهم، وحرف الأنظار عن جوهر الأسباب الحقيقية لإرهابهم بالمنطقة؟! ومن ثم معالجتها والتعامل معهم، بدءًا بشرار الأرض من شيعة دمّرت اقتصادها ومجتمعاتها، حتى لم يسلم منها جيرانها بـ(العراق ولبنان واليمن) التي أقلق منامها فيها التحالف العربي بقيادة السعودية حتى صار يضاجع أحلامهم النصر بحريقين اندلعا بمعملَين تابعَين لأرامكو لتعطيل إمدادات الطاقة على المستوى العالمي، أيًّا كان مصدرها، فقد أطفأتها لحمتنا الوطنية في بقيق وخريص بالمنطقة الشرقية بعملية (توازن الردع الثانية)، متناسين أن الأولى وما سبقها مثل الثانية في فشلها؛ وذلك لقدرة المملكة على تجاوز مثل هذه الأعمال الإرهابية التي تستهدف الصناعة النفطية؛ ليؤكد قباحة الوجه الحوثي الإرهابية ومن يوظفها للإخلال بالأمن والاستقرار بالعالم. كما أن لدينا - ولله الحمد - العديد من البدائل لاستمرارية تزويد الأسواق العالمية بالطاقة، ولاسيما أن النفط بات العصب الأول للاقتصاد العالمي.
ولم ينسَ المسرح الدولي ما حدث بمعمل شيبة واستهداف ناقلات النفط الذي هدد بشكل واضح النظام التجاري العالمي، وتدفقات البضائع؛ وهو ما يتسبب في قطع خطوط الملاحة الدولية أو رفع المخاطر فيها، وكل ذلك تهديد لاقتصادات الدول الصناعية، والدول عامة، والنمو العالمي.
لن ولم يوقف مسيرتنا أجياش من الجبناء أيًّا كانوا مختبئين، ولن يوقف طاقاتنا ونفطنا عن الإنتاج أسلحة من الدمار الخائبة، أعددنا لهم رجالاً ذكرهم الله تعالي: {ترهبون به عدو الله وعدوكم} سورة الأنفال (60)؛ لنثبت لهم ولمن خلفهم أن استراتيجية «إدارة الأزمات» وتكتيك «النهايات المفتوحة» تتطلب «صبرًا استراتيجيًّا»، المملكة هي بابها السري، وإلا ما كنا بأرض الجزيرة سادة الصبر، ومنا حليم أمتنا سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-.
ختامًا: اللهم نستودعك وطننا وأهله، أمنه وأمانه، ليله ونهاره، أرضه وسماءه.. رب اجعل هذا البلد آمنًا مطمئنًا وسائر بلاد المسلمين.. حفظ الله الوطن وقائده وولي عهده، وأنعم علينا بحياة آمنة.