فيصل خالد الخديدي
لكل إنسان مبادئه التي يقوم عليها في تعاملاته وحياته وهي الطريقة والمنهج الذي يرتضيه لنفسه ويلتزم به ومتى ما تطابق القول مع الفعل فإنه صاحب مبدأ، وفي الساحة التشكيلية المحلية تنوعت المبادئ بين سوية معلنة تخدم الفن والفنانين ومبادئ انحرفت عن مسارها وإن تسمت بمسمى مبادئ يعتنقها أشخاص وتضلل آخرون عن مسار الفن والأخلاق لعل منها التالي:
- (مبدأ إن لم أكن جزءًا من الحدث فأنا ضد كل ما يحدث في هذا الحدث) وهو مبدأ خطير تسللت فيه الأنانية وبرز فيه التقليل من جميع الجهود المبذولة في أي منشط إن لم يكن للمتحدثين جزء منه فيكثر المتذمرون ويحرض المحرضون لتشويه الجهود وإيقاف أي منشط ولو كان فيه الخير العظيم للساحة وللفنون قاطبة.
- (مبدأ الصوت المرتفع هو المسموع ولو كان لطبل أو إناء فارغ) وهو ما اعتاده البعض برفع نبرة الصوت والاعتراض على كل أمر ولو كان هو جزءًا منه وليس ذلك إلا للفت الانتباه أنني هنا واستطيع إحداث ضجيج ولو كان بصوت نشاز أو خواء فارغ وهو مجرد إثبات حياة وظاهرة صوتية من دون منجز حقيقي.
- (من مبدأ أسلوبي الفني لا يتغير) ظل يكرر نفسه بفكر جامد وعمله المائة لم يختلف عن عمله الأول مبررًا ومعللاً أنني صاحب أسلوب ولا استطيع ترك أسلوبي وتناسى أن الفنان كائن حي يرتقي ويتطور في فكره وعمله.
- (من مبدأ الله يرحم أيام زمان وين كان هذا الفنان) وكأن الفنان محكوم عليه من مجتمعه الفني أن يكون كائنًا جامدًا لا ينمو وبداياته لا بد أن تكون هي نفسها نهايته وفكره جامدًا لا يتطور.
- (من مبدأ الحوار للجميع والمنبر يتسع لكل من يستطيع الحديث) أفرز هذا المبدأ فوضى في الحوار وتضليل لبديهيات المعلومة واغتر بذلك البعض فاسبغ على نفسه الألقاب ونسف في قوله الحضارة عن أطهر البقاع ونشر المعلومات الخاطئة والتناقضات الفاضحة دون وعي لخطورة ما يقدم.
هي جزء من ممارسات سلبية ظهرت على السطح تلبست بمبادئ خاطئة تقود الساحة التشكيلية المحلية لفوضى وتنذر بشتات كل جهود جادة في تنظيم الفعل التشكيلي المحلي.