محمد المنيف
قليل في حق الصديق ورفيق درب الفن والمعلم الإعلامي وأحد رواد الحراك التشكيلي الفنان السعودي سمير الدهام الذي تمنيت أن أكتب عنه وهو في عنفوان عطائه الذي كان سباقًا فيه إعلاميًا وإبداع لوحة.. لا أن أكتب عنه وهو في ضائقته الحياتية التي لم يكن كما أعرفه من الشكائين إلا لأقرب الناس إليه.. سمير الدهام خدم جيلاً بأكمله إعلاميًا من خلال جريدة الجزيرة وفي فروع الفن المختلفة، حيث كان محررًا ثم رئيسًا لقسم الفنون قدم المثير من فناني الفن الغنائي والمسرح وممثلي التلفزيون عبر صفحة الفنون التي كانت الأشهر على مستوى الصحافة في ذلك الوقت تعلم من عمالقة الصحافة الفنية، كما رسم الكاريكاتير وكتب المقالات ومنح الفن التشكيلي مساحات تليق بهذا الفن بتغطيته للمعارض كاتبًا للتقارير والقراءات وتوثيق لا يمكن لكثير من رواد هذا الفن نسيان أبي خالد ولا إنكار دوره.. عمل إداريًا في جمعية الثقافة ورأس قسم الفنون التشكيلية وأثرى الساحة بمعارض محليًا وعربيًا ودوليًا ممثلاً الوطن ومرافقًا للمشاركات في كل مناسبة وطنية تشارك بها الجمعية أو جهات أخرى.. أسهم بشكل كبير في تفعيل الفن السعودي لتجميل عديد من القطاعات والمؤسسات الحكومية وكان عادلاً في جمع التشكيليين وصاحب اختيار لا يخالفه فيه أحد.
رسم كثيرًا من اللوحات التي استلهمها من الوطن بيئة ومجتمعًا عشق الرياض فكانت عنوانًا لأحد معارضه المشتركة مع الفنان علي الرزيزا. لوحاته تقتنى وتعرض في أماكن تليق بها عند مؤسسات ومقتنين من أسماء ومقامات كبيرة، يعد من التشكيليين الذين لا يكلون أو يتراجعون أمام الظروف فهو من المبدعين المواصلين في التعامل مع اللوحة بشكل يومي دون النظر إلى أين ستكون أو متى تقتنى فهمه الوحيد اللوحة وما تتضمنه من إبداع.
لقد أبقى الفنان سمير الدهام أثره وتأثيره في المحافل لإعلامية والتشكيلية قياديًا ومعلمًا للأخلاق وحسن التعامل مع أحبته التشكيليين وامتدت علاقاته مع الأدباء والكتاب ولمسؤولين فلا يذكر إلا ويشكر ويشاد بما قدم للوطن وللساحة التشكيلية.