بريدة - عبدالرحمن التويجري:
شدد صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم على أن الأحداث التي مرت بها بعض دول المنطقة والعالم، وما حصل بها من اضطرابات وفتن، كانت من إحدى التجارب التي تم الاستفادة منها في تعزيز الانتماء الوطني في المملكة والدول المستقرة كافة. مشيرًا إلى أن المواطن السعودي بعد رؤيته مثل ما حصل في هذه البلدان أصبح مساهمًا بشكل كبير في تعزيز الانتماء الوطني، وتنميته، وغرسه لدى الجيل.
وقال سموه: إن الغزو الثقافي والإعلامي المعادي هو أحد أهم العوامل المؤثرة في الانتماءات الوطنية وقوتها؛ لذا فالأسرة والتعليم والإعلام عليهم دور كبير في تعزيز وغرس الانتماء الوطني لهذه البلاد.
وبيّن سموه أن هذه البلاد المباركة تشهد انتماء وطنيًّا عاليًا وكبيرًا من أبنائها لما قدمه الآباء والأجداد للأجيال الحاضرة من أمانة عظيمة وكيان شامخ بعد توحيد هذه البلاد، ويلزمنا الحفاظ على هذا المنجز العظيم، وتعزيز قوة الانتماء الوطني لهذه الأرض المقدسة لما تحمله من رسالة سامية. مشددًا على أن الجميع يستشعر ما حصل للأجيال السابقة التي جاهدت وعاصرت الجوع والمرض والخوف, وأن الملك المؤسس عبدالعزيز ـ طيب الله ثراه ـ ومن معه ـ رحمهم الله ـ سلموا هذه الأمانة، وعلينا أن نحافظ عليها، وأن لا نتخاذل في استمرارية غرس الانتماء الوطني بها. مشيرًا إلى أن أبناء هذا الوطن الأوفياء من آباء وأمهات وعلماء ومعلمين على قدر كبير من المسؤولية في تحمُّل هذه الأمانة لحماية هذا الوطن ومكتسباته بروحهم وتكاتفهم وتعزيزهم المستمر للانتماء الوطني. داعيًا المولى سبحانه أن يرزقنا شكر نعمه، وأن يوفق الجميع لبناء أجيال واعية محبة لهذا الوطن المبارك, وأن يديم على هذه البلاد نعمة الأمن والأمان والنماء الدائم.
جاء ذلك في كلمة سموه خلال جلسته الأسبوعية مع المواطنين مساء أمس الأول بقصر التوحيد في مدينة بريدة، بحضور أصحاب المعالي والفضيلة ووكلاء الإمارة ومسؤولي القطاعات الحكومية والأهلية ورجال الأعمال وأهالي المنطقة, التي كانت بعنوان «قراءة في الانتماء الوطني كظاهرة عالمية وكخصوصية سعودية», قدمها الأستاذ المشارك في جامعة الملك سعود الدكتور وليد بن نايف السديري, الذي تناول فيها أن استقرار الدولة الوطنية وقوتها أمر حاسم لنجاح مجتمعها ومستقبله, وأن الدولة هي الكيان السياسي الرئيسي والوحيد في العالم، التي يجب على كل فرد من أفرادها أن يحافظ عليها؛ كونها تسهم في تنظيم المجتمعات البشرية، وهي عامل مهم في استمرارية البناء والتطور والازدهار.
وبيّن الدكتور السديري أن الانتماء الوطني اليوم لم يعد خيارًا بل أصبح قضية (نكون أو لا نكون). مشيرًا إلى أن الانتماء شعور فطري لدى الإنسان، وأن ارتباط الإنسان وولاءه لوطنه ومجتمعه ونظامه وهويته ارتباط بدولته التي تحتضن كل ذلك؛ كونها عنصرًا مهمًّا وجليًّا، ويمثل حاجة أساسية وقيمة أخلاقية ومصلحة عقلية, إضافة إلى أنها واجب ديني ومطلب شرعي لنا نحن المسلمين.
مشيرًا أن من أهم العناصر المساهمة في المحافظة على الدولة وتنمية الانتماء لها هي الأسرة, والأصدقاء, والتعليم, والإعلام, وأن تلك العناصر مستمرة مع الإنسان, وأن أهمها هو ما يغرس داخل الإنسان وما يتعلمه من برامج علمية وتربوية، خاصة خلال مراحل الطفولة والشباب، وأن ملحمة التوحيد والبناء التي قام بها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن ـ طيب الله ثراه ـ وأبناؤه البررة من بعده ـ رحمهم الله ـ حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ كانت وما زالت ركنًا رئيسيًّا مؤثرًا على تعزيز وتأصيل الانتماء لدى أبناء هذا الوطن المبارك. مشددًا على أن الانتماء هو أحد العناصر المتأصلة في هذا المجتمع، وعلينا أن نسعى جميعًا لاستمراره وتعزيزه والتوعية بأهميته عبر الأجيال.