د.عبدالعزيز الجار الله
عملت إيران خلال الأربعين سنة الماضية على كسر السواحل الغربية للخليج العربي وشط العرب للوصول للجزيرة العربية بدولها: السعودية والعراق والكويت والإمارات وقطر والبحرين وعمان واليمن، وفشلت في اجتياح العراق زمن صدام حسين 1979م في كسر الدفاعات العراقية واعترفت بالهزيمة، لكنها سيطرت فيما بعد سياسيًا على العراق باحتلال أمريكا للعراق عام 2003، ثم انسحاب أمريكا 2006م، في جانب آخر عجزت عن احتلال أو كسر دفاعات دول مجلس التعاون.
نتيجة عجزها عن كسر الساحل الغربي للخليج العربي، ومرارة الحرب المباشرة مع العراق التي استمرت (8) سنوات تدمرت وانهارت سياسيًا واجتماعيًا واقتصاديًا عمدت إلى الحرب بالوكالة فأسست جماعات وألفت لها ميليشيات وأحزاب عسكرية بالدول العربية:
- لبنان حزب الله.
- اليمن الجماعة الحوثية.
- العراق الحشد الشعبي.
- سورية الحرس الثوري الإيراني.
تريد حروبًا بالوكالة وتحويل الشرق العربي إلى حديقة خلفية لها، وسواحل الخليج العربي الغربية والشرقية تحولها إلى شواطئ شيعية ومذهبية ضيقة.
وفِي ظل الحصار الأمريكي والتحالف الدولي لإيران وخسائرها السياسية والاقتصادية أرادت أن تخفف الضغوط عليها في تصرفها المجنون بمهاجمة معامل بقيق بصواريخ من أراضيها، إذا تأكدت التوقعات السياسية والإعلامية فهو تصرف مجنون، وللتغطية عملت تمويهًا وخداعًا: الحوثي يعلن المسؤولية عن الهجوم من اليمن، والحشد الشعبي العراقي يعطي إشارات أنها طائرات مسيرة مصدرها السماء العراقية، للتغطية على إيران الفاعل الحقيقي بينما الصواريخ أطلقتها إيران.
إيران لعبت كل أوراقها وأوراق الميليشيات، وكل يوم يمر عليها هو يوم أسود لم تعرفه حتى في سني حرب الخليج الأولى، وهجوم بقيق أشبه بالانتحار السياسي، بعد أن عجزت الحكومة الإيرانية على الصمود، أو قلب الموقف لصالحها من خلال أذرعتها الحزبية في شرقي الوطن العربي.