عبدالله العمري
حملت تصاريح رئيس نادي الشباب خالد البلطان بعد مباراة فريقه الأخيرة أمام النصر، التي شهدت نهايتها أحداثًا غير مستغربة من بعض جماهير النصر تجاه البلطان، في فعل تكرر كثيرًا من هذه الفئة..!! الكثير من الرسائل المهمة، لعل أولها أن الشباب يملك رئيسًا يعرف جيدًا كيف يحافظ ويدافع عن حقوق فريقه متى ما دعت الحاجة لذلك.. رئيسًا لا يهاب الأندية ذات النفوذ الإعلامي والجماهيري مهما كانت قوتها.
خالد البلطان أعتقد أنه الرئيس الحالي الوحيد الذي عندما يتحدث يملك كاريزما وشخصية خاصة، تجعلك تستمع لتصاريحه الإعلامية المثيرة.. فيكفي أنه نجح في جعل الأضواء الإعلامية تسلط على ناديه بعد كل مباراة يخوضها الشباب بسبب قوة حضوره الإعلامي الذي أصبح سمة يتميز بها البلطان دون غيره من رؤساء الأندية الأخرى، بما فيها الأندية المسماة بالأربعة الكبار نسبة إلى جماهيريتها الكبيرة.
أحاديث البلطان الإعلامية الجريئة وضعت اليد على الجرح؛ إذ ذكر فيها أن منسوبي ومسؤولي النصر أنفسهم طالتهم مقذوفات جماهير ناديهم. ولعل حادثة باص لاعبي النصر قبل سنوات خير دليل على صحة ما ذكره البلطان.
الجماهير النصراوية يجب أن تأخذ تصاريح البلطان على محمل الجد، وهي فرصة ذهبية لهم لكي يقفوا عندها، ويراجعوا الكثير من مواقفهم السلبية تجاه الأندية الأخرى التي جعلتهم يخسرون الكثير من علاقاتهم مع الآخرين.
مشكلة جماهير النصر الأزلية أنهم لا يركزون على دعم أو انتقاد مستوى فريقهم؛ فهم يختلقون أشياء لا وجود لها، مثل ادعائهم المظلومية دائمًا، وأن ناديهم يتعرض لسلسلة من المؤامرات داخل الغرف المظلمة لعرقلة مسيرته، والوقوف بطريقه. وهذا كلام فارغ، لا أساس له من الصحة أبدًا، وأوهام دأبت الجماهير النصراوية على ترديدها عند كل خسارة أو إخفاق..!!
وعلى الجانب الآخر، يحق للجماهير الشبابية أن تفخر برئيسها القادح، وتدعمه. وأجزم بأنه إذا استمر البلطان سنوات طويلة على سدة الرئاسة الشبابية سيغيّر الكثير من المعادلات داخل الكرة السعودية، وسيسحب البساط من البعض.
البلطان لديه مشروع كبير جدًّا لكي يعود الليث بطلاً كما كان في السابق. وهذا المشروع يحتاج لسنوات من العمل والبناء، والأهم هو دعم وثقة الجماهير الشبابية له؛ لكي يحقق آمالها وتطلعاتها الكبيرة.
الشباب ونجومه هم صنّاع المجد الحقيقي للكرة السعودية؛ فمع توهج وقوة الشباب في التسعينيات ذهب المنتخب السعودي إلى كأس العالم لأول مرة، ومع بزوغ نجم الشباب حققنا كأس الخليج للمنتخبات بعد سنوات عجاف.
الشباب كيان يحمل ويملك تاريخًا وإرثًا كبيرًا، لا يمكن أن يلغيه تعصب البعض لأنديتهم.
وعودة الشباب لمنصات البطولات مطلبٌ مهمٌّ؛ فمعه ستعود الكرة السعودية - بإذن الله - إلى طريق الإنجازات من جديد.