إنها العلامة الفارقة التي تحمل بصمات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله- بالفكر النيّر، والبصيرة والخبرة والحكم والإدارة.. وإنه لأفق جديد، ولن يتوقف، وينبئ بتفاؤل وطني وارتياح نحو تأمين مستقبل البلاد في مجال الطاقة واستقراره؛ فاللهم زد وبارك.
فلقد جاء بالأمر الملكي الذي وقّعه الملك بيده الكريمة، الذي قضى باستلام صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- حقيبة الطاقة بوصفه أول أمير من الأسرة المالكة وزيرًا لها، وفي سابقة لم تحدث من قبل.
إن مثل هذه الملفات الحساسة تلقى جميع عوامل الدعم من الدولة، والاهتمام بمكوناتها، ورسم خطواتها المستقبلية، وأصبحت وتيرتها تتسارع؛ فلم يعد هناك مجال للعودة إلى الوراء للاعتماد على النفط وحده رغم أن المملكة منتج رئيسي له، ولها القدرة - ولله الحمد - ماضيًا وحاضرًا ومستقبلاً على ضخ كميات قياسية في سوق النفط العالمي، ولكن الهاجس الأكبر هو التنوع الاقتصادي، وزيادة الدخل الوطني لهذا الشريان المهم الذي يقف في المقام الأول حاليًا للمكاسب المالية في التعاملات التجارية كافة.
اقتصاديات الطاقة وتشعباتها لها سيناريوهات، تقضي على التحديات، وتتطلب شخصًا له خبرة ودراية، مثل الأمير الخبير؛ فهو قادر -بإذن الله- عطفًا على نجاحاته السابقة على أن يرسم خارطتها، ويسيّر شؤونها نحو مزيد من التقدم والازدهار بعد أن نال ثقة الملك، ورأى فيه الرجل المناسب للمكان المناسب.
وعندما تبوأ الأمير مقعده الوزاري الجديد في بلده المملكة العربية السعودية، بلد الثروة والطاقة والنفوذ، وأكبر مصدِّر للنفط في العالم، وزعيمة منظمة أوبك، أتى هذا الخبر لافتًا لأنظار خبراء الطاقة والباحثين ومراقبي صناعتها ووكالات الاستشارات العالمية؛ فالاسم ليس غريبًا عليهم، وصاحبه لا يحتاج إلى اختبار أو تنبؤ بما سوف يفعل؛ إنه رجل عملي، حريص ومفاوض وطني مخلص، لم يتأخر يومًا ما عن خدمة بلاده والدفاع عن مصالحها في كل المحافل الدولية طوال الثلاثين سنة الماضية؛ فتحمل مفاوضات خارجية ماراثونية مع منظمة التجارة العالمية، وسوف يعزز في حقيقة الأمر من دور بلاده واستراتيجيها النفطية والمحافظة عليها بعد أن أمسك بيديه أغلى وأثمن حقيبة.
تعيين الأمير الخلوق خطوة في الاتجاه الصحيح، وسيسير قُدمًا نحو تحقيق رؤية ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- بمجال صناعة الطاقة؛ فالحفاظ على المكتسبات وتحقيق الأمنيات لا بد أن يسيرا جنبًا إلى جنب مع هذه الرؤية الفريدة من نوعها التي رُسمت خطوطها بعناية فائقة، وأصبحت واقعًا معاشًا، وحلمًا سوف يتحقق طالما أننا بتوجيهات المليك وسمو ولي عهده -حفظهما الله- نسير في الطريق الصحيح.
بلا شك إن الأمير عبدالعزيز بن سلمان رجل الطاقة الأول سيسعى إلى التركيز على عوامل مهمة وأساسية، منها إنتاج الكهرباء من الطاقة النووية، ودعم الاقتصاد السعودي، وطرح شركة أرامكو الذي قال عنه إنه قريب جدًّا. هذه تباشير مفرحة؛ فسموه بالطبع داعم لكل هذه التوجهات المستقبلية، وهو يدرك ذلك جيدًا. وهذا هو الأهم.