بعض الحالات المرضية تستوقفك، كون الحالة نادرة واسم المرض نفسه يدعوك للبحث عن ماهيته ومسبباته، والحقيقة أنني بعد قراءتي لخبر إصابة إحدى الفتيات بهذا المرض وشفائها منه قررت أن ألقي الضوء على كواليس حالة ابنة الرابعة عشرة التي فضلت أسرتها عدم ذكر اسمها.

نسمع كثيرًا عن حالات مرضية تم علاجها في مستشفيات من خلال عمليات جراحية بسيطة ويتم تسليط الضوء عليها إعلاميًا مما يُشعرك أنك أمام إنجاز كبير، بينما الأمر لا يتعدى عملية جراحية بسيطة ولكن بعض الإعلام ببعض المنشآت الصحية يصنع هالة إعلامية لرفع مؤشراته كجهة مطالبة بأخبار عن المنشأة وهو الأمر الذي قد يساعد في تغيير بعض الحقائق سلبًا أو إيجابًا.

أم المريضة أفادتني بأن بداية الأمر كانت في بروز بالأكتاف والأضلاع أخذ في الازدياد مما أثر في المريضة وعائلتها نفسيًا وكان الدكتور زبير عبدالحميد محمد نور ولي استشاري جراحة العظام والعمود الفقري محطة المريضة التي بدأت فيها رحلة التغيير لتبدو بمظهرها الطبيعي.

الطبيب كان يعمل في مستشفى الملك فهد في المدينة المنورة وكان يحضر لمنطقة القصيم طبيبًا زائرًا ثم انتقل إلى مستشفى الملك فهد التخصصي وعمل في مستشفى بريدة المركزي ومستشفى الملك سعود في عنيزة.

وعن حالة المريضة ذكر الدكتور الزبير أنها كانت تعاني مرض الجنف وهو (تشوه العمود الفقري) وتم عمل الفحوصات اللازمة من أشعات ونحوها ولوحظ بأنها تعاني نقصًا في فيتامين (د) وتم علاج هذه المشكلة قبل التدخل الجراحي.

وعن قرار العملية كان من أول زيارة ولكن مثل هذه الحالات تحتاج فحوصات وتجهيزًا جيدًا للعمليات.

* ما هو الجنف؟

الجنف تشوه يصيب العمود الفقري ويصيب كل الفئات العمرية وأسبابه تختلف حسب العمر، في الصغار غالبًا يكون من دون سبب idiopathic وقد يكون بسبب خلل في تكوين الفقرات (عيب خلقي) أو بسبب أمراض عصبية مثل الشلل الدماغي أو بسبب متلازمة Syndrome أما عند الكبار فيكون غالبًا بسبب تغيرات تصيب مفاصل العمود الفقري بسبب التهابها وخشونتها مع تقدم السن.

* ماذا عن المضاعفات في حال تأخر العلاج؟

قد يؤثر في الجهاز التنفسي وخصوصًا عند الأطفال والمراهقين، كما قد يسبب آلامًا مبرحة مع تقدم السن بسبب عدم توازن الجسم والحوض.

* ما نسبة الإصابة بهذا المرض؟

بالنسبة لهذا المرض وهو الجنف عند المراهقين وبدون سبب من 2 إلى 3 في المائة.

وهذه أول حالة تمت لها عملية في مستشفى الملك سعود في محافظة عنيزة بإشراف طاقم طبي من مخدرين ذوي كفاءة عالية، لأن هذه الحالات تحتاج إلى تخدير نوعي لضمان عمل جهاز مراقبة الحبل الشوكي وكادر متمرس من أطباء العناية المركزة لضمان سلامة المريضة بعد العملية وتمريض وفنيين والإدارة الطبية وهذا أسهم في إنجاح هذه العملية بتوفير الإمكانات اللازمة لمثل هذه العمليات النوعية إضافة إلى تشجيع الكادر الطبي للنهوض بمستوى الخدمات الطبية وحضر العملية شخص من الشركة المصنعة لجهاز مراقبة الحبل الشوكي.

جهاز مراقبة الحبل الشوكي هو جهاز كمبيوتر يتم توصيل بعض عضلات المريضة بإبر حساسة بحيث يتم رصد استجابة العضلة أثناء عملية تعديل التشوه. والجهاز تم دفع تكاليف استخدامه مع الإبر من قبل إدارة المستشفى.

استغرقت العملية تقريبًا ست ساعات وتختلف المدة الزمنية حسب نوع الحالة ومقدار التشوه.

خرجت المريضة من المستشفى بعد أسبوع سعيدة بشكلها الجديد حيث إنه زاد طولها 2 سم وذهبت معظم علامات التشوه من انحناء وبروز في الأضلاع وقبل خروجها زارت المريضة مع عائلتها الكادر الطبي وشكرتهم على كل ما قدموه من عناية وما قدمته إدارة المستشفى من تسهيلات وذلك بدفع تكاليف استخدام جهاز مراقبة الحبل الشوكي مع الإبر.

دكتور زبير يثني على المستشفى وأنه من المستشفيات التي يعتز بالعمل فيها كطبيب زائر وبعد انتقاله للمنطقة والعمل فيه برغم إمكانات المستشفى المحدودة إلا أن الكادر الطبي من أطباء وممرضين وفنيين يبذلون قصارى جهدهم لخدمة المرضى ويؤدي المستشفى دورًا فعالاً في استقطاب الموارد البشرية الطبية وتوفير الإمكانات اللازمة لهم لخدمة المنطقة. ويذكر الدكتور زبير أنه عمل في المستشفى عمليات نوعية في تخصص جراحة العمود الفقري (كعمليات تعديل الجنف عند الصغار والمسنين وعمليات كسور وانزلاقات الفقرات والانزلاق الغضروفي) كما أنه تم إجراء جراحات عمليات نوعية وإصابات الحوادث (الكسور) وجراحات عظام الأطفال (كعمليات تشوهات القدم والخلع الولادي) والمفاصل الصناعية وغيرها.

سعة مستشفى الملك سعود بمحافظة عنيزة السريرية 300 سرير والمستشفى يعد تخصصيًا مرجعيًا يخدم المحافظة والمحافظات المجاورة في حال عدم توفر التخصص المطلوب أو الخدمة يتم تحويل الحالات لقسم الطوارئ في مستشفى الملك سعود بشكل تهديد حياة (بروتوكول) ويتم تسلّم الحالات في قسم الطوارئ والتعامل معها ومعالجتها وفي حال عدم وجود التخصص يتم مخاطبة مستشفيات بريدة لتوفير الخدمة.

يوجد في المستشفى جميع التخصصات من العناية المركزة للكبار بسعة 18 سريرًا، والعناية لحديثي الولادة بسعة 24 سريرًا، والعناية المركزة للأطفال بسعة 8 أسرة، والعنايات المتوسطة داخل أجنحة التنويم بسعة 18 سريرًا، والعناية القلبية بسعة 13 سريرًا، ووحدة القسطرة القلبية، ثم قسم النساء والولادة وأمراض نساء وكشك ولادة، وقسم جراحة نساء وعظام، وقسم جراحات عامة، ووحدة تفتيت الكلى، ثم وحدة المناظير، والعلاج الطبيعي والتأهيل الطبي، وقسم الأشعة، ثم قسم المختبر، وقسم الصيدلة، وقسم التموين، وقسم العمليات، وقسم الأطفال، ووحدة جراحة اليوم الواحد، فقسم الباطنة نساء ورجال، وعيادات خارجية بجميع التخصصات، ومركز البسام للسكر، ومركز العيون، ثم عيادة فحص الزواج والعمالة، وعيادات الأسنان، وقسم الطب المنزلي، وقسم الطوارئ (كبار وأطفال ونساء وولادة).

المستشفى يحتوي على مرافق مهمة جدًا تبرع بها عدد من رجال الأعمال بعنيزة حيث مركز البسام للسكر، ومركز الجفالي للغسيل الكلوي، ومشروع توسعة العناية المركزة ووحدة القسطرة القلبية «منصور التركي» مشروع لولوة الزامل لطب وجراحة العيون «قيد الإنشاء» حيث يسعى أهالي عنيزة إلى دعم المستشفى.

الجدير بالذكر أن المستشفى حصل على عدة اعتمادات دولية من منظمات سباهي وجي سي آي وحاليًا تم اختياره من ضمن المستشفيات لتطبيق التجربة المرتكزة على المريض Plain Tree وأيضًا منافسة جائزة الوزير لبرنامج التميز بتطبيق معايير العدوى.