محمد آل الشيخ
بدءًا لا بد من القول إن الهجوم الإرهابي المدعوم وربما القادم من إيران على بقيق هو نقطة فاصلة في تاريخنا؛ فأصبح هناك تاريخ ما قبل اعتداء بقيق، ومرحلة ما بعد اعتداء بقيق. هذه مرحلة يجب أن تكون حاضرة وبقوة في أذهان السعوديين، حكومة وشعبًا. فالفرس الإيرانيون أظهروا عداوتهم لنا بشكل صارخ وفاضح، وضربونا في صميم اقتصادنا، واقتصاد العالم الحُر على اعتبار أن النفط السعودي هو شريان الاقتصاد العالمي، ولا يمكن الاستغناء عنه بحال من الأحوال على المدى الطويل. هذه المرحلة التي دخلنا إليها بعد بقيق فرضت على الوطن والمواطن منطقًا جديدًا. وهذا السياق الجديد له تبعات جديدة؛ فنحن أمام الاعتداء الإيراني أمام متطلبات جديدة، يجب أن نضعها على رأس أولوياتنا، مؤداها أن الحرب بيننا وبين ملالي الفرس قادمة لا محالة، ربما تتأخر سنة أو سنتين، لكنها ستنشب بيننا وبينهم في أي لحظة. ملالي فارس يعملون ويخططون منذ انتصار ثورة خميني وأعينهم منصبة على التوسع والهيمنة على دول المنطقة. ولتحقيق هذه الغاية لا يمانعون إطلاقًا في تسخير كل إمكاناتهم المالية وعلاقاتهم الدبلوماسية لهذه الغاية مهما كلفتهم من جهود، ومهما بذلوا لتحقيقها من تنازلات. ونحن في المقابل أمامنا خيار واحد، لا ثاني له. فمن مقتضيات حقنا أن يأتي على رأس أولوياتنا التصدي لهذا التحدي بقوة السلاح من خلال الاعتماد على أنفسنا أولاً؛ لهذا فإنني أدعو مباشرة وبكل وضوح إلى إقرار نظام (التجنيد الإجباري). وهذا التجنيد لا يقتصر على الذكور فقط، وإنما يجب أن يشمل النساء أيضًا؛ فنحن أمام عدو خبيث حقيقي لوطننا، يتربص بنا، ويعمل على تحقيق أهدافه لإسقاطنا، وقد حقق كثيرًا من النجاحات على الأرض للأسف؛ فاستولى على العراق التي يديرها كما يدير المالك أملاكه الخاصة، وعلى سوريا مستغلاً التباين الطائفي بين قيادته وشعبه؛ ليحكم قبضته على التراب السوري، كما اشترى بثمن بخس الحمساويين الفلسطينيين وجنّدهم لأطماعه، وأصبح المسيطر الأول على مواقفهم، وبالذات المواقف الشعبية، وكذلك لبنان الذي يتربع على عرش السلطة فيه حسن نصر الله. أي إن دول الشمال العربي، بما فيها العراق وسوريا ولبنان، أصبحت تحت سيطرة فارسية محضة، وعن طريق وكلائه، يأمرهم فلا يملكون إلا الخضوع والطاعة والامتثال له، ولم يبقَ من دول الشمال العربي مستقلاً عنه سوى الأردن، الذي ما زال يقاوم تدخلاته وعملاءه المنبثين عى الأراضي الأردنية.
إن هذا الغول القادم لالتهام أرضنا وشراء ذمم بعض العرب المحيطين بنا لا ينفع فيه إلا القوة، ولا شيء غير القوة؛ لذلك وبشكل ملحّ يجب تهيئة السعوديين، والشرح لهم أننا على وشك معركة فاصلة مع الفرس. وهنا لا بد من الإشارة إلى أن الرئيس ترامب كان قد هدد بالوقوف ضد تمدد الفرس إن هم تعدو (الخطوط الحمراء) غير أن الفرس لم يأبهوا بتهديده، وتعددت الاعتداءات الإرهابية الواحد تلو الآخر، ولم يُجدِ نفعًا الحصار الاقتصادي؛ فالحوثيون يعملون بتمويل إيراني، والسوريون، وأيضا حزب الله، الذي هدد أمينه العام بقوة بأن أي اعتداء على إيران سيجعل الحرب تشتعل في المنطقة بكاملها.
وكما يقولون (ما حك جلدك مثل ظفرك).. وقد جربنا الحلفاء، وعلى رأسهم أمريكا، فلم نجد منهم إلا التملص والتهديدات الفارغة.
والفرس كما عودونا خلال العقود الماضية هم أجبن من أن يواجهوا، بل هم يعتمدون على وكلائهم للدفاع عنهم، ولم يدخلوا قط في حرب إلا حربهم مع صدام الذي هزمهم شر هزيمة، وتجرع مؤسسهم الخميني بسبب تلك الهزيمة القهر حتى مات كمدًا وحزنًا، وشكلت تلك الهزيمة بالنسبة لملالي الفرس عقدة لا تزال ذكراها ترتعد لها فرائصهم؛ فهم معروفون بالضجيج والجعجعة والتهديدات، لكن فرائصهم ترتجف إذا رأوا الجد، يذعنون خوفًا وهلعًا إذا رأوا أن حربًا ستنشب بينهم وبين الآخرين؛ لذلك فإن إعلان (التجنيد الإجباري) هو الحل الذي يجعل تلك العمائم النجسة تذعن خوفًا وهلعًا.
إلى اللقاء