فهد بن جليد
القصيم تتصدَّر مناطق المملكة في (التوطين) لشهر أغسطس بنسبة (97.69 بالمائة) بحسب تقديرات وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، هذا الاستحقاق لم يأت -مُجاملة ولا مُصادفة-بل هو نتاج عمل دؤوب، الخابرون ببواطن الأمور يعلمون جيداً أنَّ منطقة القصيم جاذبة للأيدي العاملة (الأجنبية) بحكم تنوّع مصادر وأنشطة العمل الموسمية والدائمة، ورغم ذلك عملت مُنذ البداية بجدية كاملة على ملف التوطين، في تحدٍ كبير، سيبقى -برأيي- النموذج الأفضل عندما وضع أمير المنطقة يده بيد الشباب والفتيات هناك -بشجاعة الأب والمسؤول- ليُراهن الجميع على نجاحهم، ويصنع منهم شُركاء حقيقيون، بتقديمه لهم ما يُشبه خارطة الطريق لتنفيذ (حُلم التوطين في القصيم)، الذي بات اليوم واقعاً ملموساً تعيشه المنطقة ويُشيد به الوطن.
أذكر أنَّني كتبتُ عن ذلك قبل -ثلاث سنوات- وتحديداً في 25 سبتمبر 2017 بعنوان (مولات القصيم بلا وافدين)، فالقصيم اعتمدت في خطوة التوطين على مسارين متوازيين (الإحلال وتقدير الخبرة) وما زلتُ أذكر الموقف الإنساني لسمو الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز عندما ألمح إلى أحقية (ابن المنطقة) بالعمل في بلاده (كخيار وطني) لا مناص عنه، مع حفظ الود والخبرة للإخوة المقيمين (العرب والأجانب) الذين عملوا في المنطقة كشركاء نجاح في وقت سابق، وهو ما يمثِّل الأخلاق السعودية الرفيعة في التعامل مع كل وافد يتم توطين مهنته بكل تقدير واحترام، من خلال جولات عديدة قمت بها لمختلف مناطق المملكة، وجدتُ أنَّ هناك بيئات تشترك مع القصيم في مثل هذا التوجه والتشجيع (كبيئات مُحفِّزة) لأبنائها بالعمل والمثابرة وعلى رأسها (المنطقة الشرقية، منطقة جازان)، فنجاح التوطين في الأحساء وجازان والقصيم ناتج عن انخراط المجتمعات المحلية في العمل، وحب الإنجاز والتحدي، ودعم الأهل وتقبلهم لمُختلف الأعمال، واصطفاف المسؤول في الميدان بالمُساندة والدعم.
أبارك لسمو الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز آل سعود -أمير منطقة القصيم- ولسمو نائبه هذا التميز الذي حققه أبناء الوطن في القصيم والذي أسعد كل أبناء المملكة، كونه نتاج مُبادرات واهتمام (الرجل الأول) في المنطقة بدعمه للشباب والفتيات والاهتمام بهم وفق توجيهات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، وامتثال المنطقة لقرارات التوطين، والعمل وفق أهداف رؤية المملكة 2030، بتخفيض نسبة البطالة وتأهيل الشباب والفتيات وتخصيص جوائز لذلك. ما حدث في القصيم هو (قصة نجاح) تستحق أن تُروى لتكون مُحفِّزةً لمناطق أخرى في بلادنا الغالية، من أجل خلق بيئات عمل نموذجية لأبناء الوطن في كل مكان.
وعلى دروب الخير نلتقي.