د. خيرية السقاف
العدو واحد من ثلاثة، أحدهما يتربص بك من تحت الماء،
والثاني يشاطرك الموج، والثالث عند الشلال!!..
الأول؛ لا تعلم عن نيَّته، ترافقه فوق الماء، وفوق اليابس، في الدرب، وفي المجلس، في الفرح وفي الحزن، فإذا ما كنت لبحر الوقت، تسبح في موج الهم، أو الفرح، تعلو منتصراً فوق الموج، أو تسقط منهزماً بين المد وبين الجزر، يتربص لسقطتك وهو يكيد لك من تحت الماء!!..
الثاني؛ يسبح معك، يجاذبك البهجة والماء، يداعبك بالضحكات يشاركك، حين البحر سخياً لمهاراتك ميداناً، حيث تغوص، حيث يكون علوِّك، كيف تصيد، ما تكسب، كيف تزيد، وهو يراقبك، يتعرّف قوَّتك، يزن مهارتك، يخطط لإغرائك في الماء؟!..
الثالث؛ يظهر عند الشلال، حين الوقت عصيب، والحسم أكيد، يتماهى باللهفة كالمنقذ، يوهمك بصوت الوجل أن يجرفك التيار، يوعدك بجُمل الإنقاذ كلمات لا تفعل شيئاً، يتفرّج عن بعد، لا يفعل شيئاً..
الماء محك حين يكون بسطوته حداً بين صديق، وعدو..
من يعرف عدوه، يعرف كيف تكون مواقفه في الأزمات، يتَّهم الماءَ!!..
من لا يعرف عدوه، فإن الماء محك، يتهمه العدو، ويمتطيه الحكيم..
ولا غير الصبر حين يكون الصبر حكمة، وتكون الفكرة عنه بوصلة نجاة..