رجاء العتيبي
لم تسلم المملكة من الذي يرمونها بالحجارة, ففي كل مرة تصيبها حجارة هنا أو هناك, وهم لا يعلمون أن الحجارة لا تطيح بالنخلة, ولا تهشم ثمرها, صبية يرمون عليك حجرًا ثم يختبئون عنك, يهربون منك, لا يواجهونك لأن الذي يعبثون حوله هرم كبير, ونخلة باسقة, وجبل عتيد.
المملكة لا يمكن أن يواجهها الصغار إلا بأدوات الصغار يقذفون بحجر ثم يولون هاربين, لأن الصقر الجارح لن يدعهم سالمين لو أمسك بهم.
ينبحون خلف المملكة وهي تسير باتجاه المستقبل, هي تسير ولا تعبأ بهم, ولكنهم حينما يقتربون منها, وحين يبدؤون بالنهش, تساقط عليهم شهبًا لا قِبل لهم بها, فانظروا ماذا حل بالحوثي في الساعة الأولى من عاصفة الحزم، باتوا تلك الليلة في الكهوف مع الضباع والأرانب والجرابيع.
لا تمزح مع المملكة، ولا تسخر بها، ولا تأتها غدرًا, لأنك حينها لن تسلم من غضبة الحليم, غضبة مضرية لا تبقي ولا تذر, فالذين يصدعون رأسك ليس لهم سوى ضربة قاصمة تهشم رؤوسهم, والذي يعبث بمكتسباتنا سيأتيه يوم أسود كيوم عاد وثمود.
المناوشات التي يكررها المناوئون لنا, لن يسلموا, هي أعمال إرهابية بلا ريب, وطالما هي كذلك فإن الرد وارد وحازم, إذا أتى يأتي بعزم لا يتراجع ولا يتردد, ألم نقتص من: نمر النمر وفايز شويل الزهراني في لحظة واحدة حفاظًا على دولتنا وشعبنا ومكتسباتنا وحضارتنا.
الحديقة الغناء يمكن أن ترمى بالحجارة, والبساتين المترامية الأطراف يمكن أن يتطاول عليها الصغار, ولكنها محاولات بائسة, كالذين يحاولون أن ينالوا من منابع البترول, أو يؤثروا على شعائر الحج, أو يطلقون الشائعات, لم يضرنا شيئًا منذ أن بدؤوا منذ عقود لا السابقون منهم ولا اللاحقون.
لا يعلم الأشرار أن يومًا مجيدًا سيحل علينا الأسبوع القادم 23 سبتمبر 2019م يومًا يتباهى الشعب السعودي فيه بالإنجاز والتلاحم والتعاضد, يوم يتجلى فيه عمقنا التاريخي وتزدهر فيه حضارتنا ويتغنى الجميع فيه بالوطن, يوم يقف فيه السعوديون بنيانًا مرصوصًا ضد خربشات الأعداء.
وماذا لو أطلقوا صاروخًا أو طائرة مسيرة باتجاه أراضينا, سيتحول ذلك في سمائنا إلى ألعاب نارية نبتهج بصدها, وماذا لو سقط حجارتهم البائسة على أراضينا, سيشعل فينا عزمًا لا يكل وعينًا لا تنام وشجاعة لا تهزم.
سيظل أولئك الأوغاد قدرًا لا مناص عن مجابهته, ليس هذه أول مرة ولا آخر مرة تأتينا حجارتهم الصبيانية, ولكن الحجر الهزيل سيرتد عليهم يومًا ما سجيلاً يخترق أجسادهم, فالكرة ننقلها لهم بسهولة والكرة نلعبها في ملعبهم.