أحمد المغلوث
النيران التي أشعلها النظام الإيراني في منشأتي بقيق وهجرة خريص فجر يوم السبت الماضي من خلال الفئة: الحوثية «الضالة والعميلة لهذا النظام مما ساهم في اندلاع النيران في المنشأتين من خلال طائرات مسيرة.. وقيام رجال الأمن الصناعي في شركة أرامكو السعودية بالتعامل مع الحريقين بحرفية.. ولاشك أن النيران التي نجمت عن الحادثين قد أخمدت في نفس اليوم، إلا أن النيران في قلوب المواطنين والمقيمين وحتى المسلمين، بل وكل إنسان يعرف بلادنا وإنسانيتها ومدى ما تبذله وتقدمه للجميع من خدمات وعطاءات ومساعدات، جعلها في قلب العالم، ما زالت تشتعل في قلوبهم ونفوسهم حزناً لهذا العدوان.
ومن هنا نجد أن الجميع استنكروا ما أقدم عليه نظام الملالي وأعوانه الذين باعوا نفوسهم للشيطان بتصرفهم الأحمق وغير المسئول، والذي لولا لطف الله ثم جهود رجال الأمن في المنشأتين ومن ساعدهم من رجال الدفاع المدني بالمنطقة الشرقية، لوقع ما لا يحمد عقباه، وإن كل ما يقوم به نظام الملالي وعلى مدى الأربعة عقود الماضية إنما هو في إطار مخطط كريه وأجندة قميئة تهدف إلى تغيير خارطة المنطقة ومعالمها وتصدير ثورتها وطائفيتها ومد يدها البشعة لجيرانها لا للحب والتعاون والسلوك الإسلامي الوحدوي النابع من الرابطة الوثقى التي تؤلف بين مختلف الجماعات في وحدة إسلامية تشرق بقسمها ومبادئها على العالم كما كانت رسالة الإسلام منذ البدء.
وكما كانت رسالة التضامن الإسلامي في العصر الحديث الذي حمل رايته الملك الشهيد فيصل بن عبدالعزيز.. كان التضامن والوحدة الإسلامية هدف الأمة على اختلاف طوائفها ومذاهبها.. استجابة للهدف الأسمى والأروع وهو أن الإنسان المسلم وكما قال رسولنا الكريم عليه أفضل الصلوات والتسليم: (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره)، وبالتالي ما قام ويقوم به نظام الملالي من تدخل في شئون الدول ومحاولة التدخل في شؤون جيرانها بل واحتلال أراضي دول أخرى كما حدث مع الجزر الإماراتية، ومناطق الأحواز وما وقع لهم من ظلم طوال العقود الماضية، كل هذا وذاك يؤكد أن هذا النظام بعيد جداً عن الإسلام ومبادئه وقيمه، ورسالة الإسلام وديننا الحنيف الذي يحث على العدل والمساواة واحترام الجار.
والقارئ للتاريخ يذكر جيداً ما حدث في نهاية العصر العباسي حيث حاولت فكرة «الشعوبية السيطرة على الفكرة العربية، فلقد تطلعت فئة فارسية مارقة السيطرة والاحتفاظ بكيان خاص بها والانحراف بالثقافة والحضارة العربية في مجرى مختلف يعتمد على مخططات فارسية فيها الكثير من الانحراف عن الجادة الإسلامية السمحة.. وكأن التاريخ يعيد نفسه، فهاهو نظام الملالي يحاول ومن خلال من استقطابه بالمال وبطرق خاصة لا تخفى على اللبيب ومن لديه عقلية حصيفة وحكيمة. كيف استطاع احتواءهم وبتوجيههم إلى تحقيق أهدافه والسير في ركابه العدواني، وكما كتبنا سابقاً إلى التغيير ولو باستخدام العنف والإرهاب، وكل ما من شأنه أن يساهم في تحقيق مآربه المختلفة.. ولاشك بعد هذا أن هذا النظام وما يفعله من إرهاب وتدمير ومغامرات وقلق أزعج العالم وساعد على ارتباك المشهد الأمني واستقراره في منطقة الشرق الأوسط، إن حجم القلق الذي بثه وما زال في المنطقة وغيرها أكبر بكثير مما نتصوره أو نكتب عنه، ورغم ما تقوم به المملكة وطن الخير والسلام والإسلام من جهود مشكورة ومحمودة في أن يستمر الأمن والاستقرار في المنطقة، نجد هذا النظام يسير عكس الطريق ويبتعد عن الخط المستقيم.لذلك ما زالت نيران الغضب من تصرفات وعدوان هذا النظام البائس تشتعل في قلب كل مؤمن ومسلم يتمنى الحياة الكريمة الآمنة له ولكل إنسان في هذا العالم قبل أن يقودنا هذا النظام الذي يلعب بالكبريت و»النووي» كطفل ربما يحرق نفسه ومن حوله..؟!