أ.د.عثمان بن صالح العامر
منتصف الأسبوع الماضي تسمى الشارع الذي أمر به وصولاً لبيتي باسم (شارع شهيد الدين ثم الوطن...)، وهذا الصنيع عمل جليل تشكر عليه وزارة الشؤون البلدية والقروية ممثلة بأمانة المنطقة، لجنة تسمية الشوارع والميادين، فهو عمل سيُذكِّرُ الكل بهؤلاء الرموز الوطنية التي بذلت نفسها حماية لجانب العقيدة ودفاعاً عن مقدسات الإسلام وأرض التوحيد المملكة العربية السعودية، وسيفرح أهله وذووه وأصدقاؤه وزملاؤه ومحبوه وسيزرع في الجيل الدلالة الصحيحة لهذا المصطلح الذي شوهه الإرهابيون للأسف الشديد (الشهادة).
إن من المعروف أن من أعظم الأعمال وأجلها عند الله عزَّ وجلَّ الشهادة في سبيله، دفعاً عن الدين، وذوداً عن حياض ديار المسلمين، وحماية للأرض والعرض، ولذا فمنزلة الشهيد عند الله لا يعدلها منزلة، وأجره حين يقف الناس للحساب عظيم وجزيل، وإذا كانت الشهادة مطلباً غالياً لكل مسلم يدافع عن إسلامه ودياره وأهله وعرضه فكيف إذا كان من يقف في وجه أعداء الملة يدافع عن عقيدة أهل السنَّة والجماعة، ويذود عن بلاد الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية، ويستشهد وهو يقاتل أعداء الإسلام المعتدين تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله.
إننا في هذه البلاد المباركة ننعم ونرفل بثوب الأمن والإيمان ولَم يكن لهذا ولا ذاك أن يتحقق لولا فضل الله عزَّ وجلَّ علينا ثم وجود قيادة واعية ومدركة حجم المخاطر والتحديات التي تحيط بِنَا، وصعوبة المرحلة التي نمر بها، ومن ثم العزم والحزم في مواجهة هذه التدابير العدائية التي تكاد لهذه البلاد واجتثاثها من جذورها بكل الوسائل والسبل الممكنة والمتاحة، وخلف هذه القيادة الميمونة المباركة يقف شعب متراص اللبنات متكاتف الجهود متماسك متحد رغم توالي الصدمات وكثرة المزايدات وتعاظم المراهنات، وفي طليعة هذا الشعب القوي الصلد هناك رجل أمننا البواسل، وجنودنا الأفذاذ، وعسكرنا الأشاوس يقفون على أرض الميدان في الداخل وعلى الحدود يحمون كل شبر ونفس وممتلكات طاعة لله عزَّ وجلَّ وقياماً بالواجب الذي وكله لهم ولاة أمرنا أدامهم الله - مولاي خادم الحرمين الشريفين وسيدي ولي العهد الأمين، وسمو وزير الداخلية -.
إن حق شهداء الواجب علينا نحن الشعب لا يقف عند اعتزازنا بوجود أسمائهم على شوارعنا وفي مياديننا ومدارسنا ومساجدنا، بل لا بد أن يحفر في قلوبنا ويكتب بين الحنايا فهم من قدم نفسه رخيصة من أجل أن نظل ننعم بالأمن الذي هو من أعظم المنن والعطايا الربانية للناس، وجزماً لا بد أن يتولّد عن هذا الحب القلبي الدعاء الصادق لهم والترحم عليهم وذكر مواقفهم المشرّفة للأجيال من خلال مناهجنا التعليمية وفي مجالس العائلية والخاصة، فاللهم احفظ عقيدتنا واحم بلادنا وأدم عزنا ووفق قادتنا وانصر جنودنا واحرس حدودنا واجعلنا كما نحن شعب متكاتف متعاون متراص يقف صفاً واحداً خلف قيادته، يبذل الغالي والرخيص من أجل حماية وطنه وسلامته والدفاع عنه، ودمت عزيزاً يا وطني، وإلى لقاء والسلام