سهوب بغدادي
قال الله تعالى: {وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِتَعْتَدُوا وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ وَلَا تَتَّخِذُوا آَيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (231) وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ ذَلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ مِنْكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكُمْ أَزْكَى لَكُمْ وَأَطْهَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (232) وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ} سورة البقرة.
ذكر المولى الرحمن الرحيم في الآية الأولى الطلاق وتبعاته من إمساك أو تسريح بمعروف مع النهي عن عضل النساء عن الزواج ومن ثم تلتها الآية متضمنة الأبعاد السيكولوجية المحتملة لكل من الطليق وطليقته فقد يلجأ البعض إلى الضغط ولعب الألاعيب على الطرف الآخر في الزواج لعدة أسباب منها، محاولة العدول عن قرار الانفصال والعودة أو لمنع الزوجة من الارتباط برجل آخر وللحصول على مقابل مادي أو الأسوأ والأبشع وهو ممارسة الضغط على الطرف الآخر عن طريق الأطفال. في العالم الأفلاطوني، لن نواجه أو نتطرق لهذه المواضيع حتما ولكننا نعيش في العالم الواقعي وللأسف الشديد نضطر باستمرار لأن نشهد مثل هذه الإشكالات العائلية.
فيما يفتقر عدد من الأزواج إلى الوعي الأساس قبيل الارتباط مما يشكل العديد من العثرات الكبيرة والصغيرة أمامهم أيضا افتقار الوعي بالزواج وأبعاده يندرج منه افتقار الوعي التربوي الخاص بسيكولوجية الطفل ونموه السليم على جميع الأصعدة.
إن العديد من الآباء يستميتون لتوفير الاحتياجات الأساسية لبقاء الطفل على وجه الحياة من مأكل ملبس وما إلى ذلك، إلا أن للطفل جسد متناهي الصغر وروح بحجم السماء فإن لم يتم احتواء تلك الروح السامية ستنفر من الجسد الصغير ليبقى القالب خاويا مدى الحياة وسيعاني من حب واحتواء أرواح أخرى في حياته لينقل بذلك خواؤه إلى الأجيال المقبلة.
أزعجني المقطع المتداول تحت وسم #معنف_ابن_طليقته والوسوم الأخرى التي تتضمن مختلف معاني (الهياط) من خلال استغلال الأطفال والرضع لإيصال فكرة سطحية لم يتمكن صاحبها من إثباتها بنفسه.
فيما يستنكر رواد الوسوم هذه المظاهر ويستنجد البعض الآخر لحل القضايا بشكل سريع، نرى أن إرساء قواعد وقوانين صارمة ورادعة للفئات المعنفة من الأطفال والمستضعفين أمر بالغ الأهمية لتوحيد وتكاتف جهود الجهات المختصة بتلقي بلاغات العنف الأسري ودعم المجتمع الواعي بتداعيات هذه الظاهرة على مجتمعاتنا ذات الروابط الوثيقة.