سلطان المهوس
تنتهي مباراة كرة قدم هنا في السعودية فيكون حديث الإعلام عن تجربة احتراف لاعبين قبل عشرين عامًا، وعراك في الاستديو حول عمادة الأندية تاريخيًّا، وإسقاطات لإثبات فشل حارس المنتخب السعودي!!!!
تصدير سلبي لهوية الكرة لدينا، وكأننا اليوم نعيش فوضى عارمة، لا انطلاقة واثقة ومتجددة يقودها الأمير عبد العزيز بن تركي والأستاذ ياسر المسحل؛ الأول باعتباره قائد التغيير التنظيمي، والثاني قبطان إعادة ترتيب سفينة اتحاد الكرة الموثوق.
لا أحد يحس بحجم التغيير رغم ضخامته!!
تغييرات في اللوائح والمحاسبة، وترتيب في منظومة اللجان والمسار العملي، وقيادات تعمل بإخلاص وبثقة عالية، ومع ذلك لا يتم تصدير سوى الصورة الفوضوية للمتابع الذي أدمن قصة إعلام خارج الملاعب؛ لتبدو تلك الصورة محمَّلة بالألم؛ فلا وجود لأي إنصاف أو افتخار بانطلاقة واقع جديد، بل صدام وتشكيك، ثم الهرولة للأرشيف «بضاعة الإعلامي الفاشل»..!!
يدرك الكثير من الإعلاميين أن هناك عملاً جيدًا في الرياضة السعودية، لكنهم يتملصون خوفًا من وصفهم بالمطبلين!!
حالة البؤس والتشكيك المتواصل، وعدم تكافؤ النقد مع الثناء الحقيقي، تنتج دوريًّا مثيرًا، لكن بصورة غير مثالية لافتقارها إلى إثارة الملعب والميدان واللاعبين والمدربين وعناصر اللعبة نظرًا لتصدُّر الإعلام لكامل المشهد، وليته إعلامًا متعلمًا، بل وليد اجتهادات، تفتقر لأدنى درجات المهنية؛ ليصل الحال بإعلامنا إلى اتخاذ مدرسة جديدة وغير مسبوقة، وهي «مدرسة صحافة اللسان الحُر»!!
هذا لا يعني وجود برامج جيدة وإعلاميين محترمين ومهنيين، لكن الحديث عن إعلام يتبوأ صدارة صورة الرياضة السعودية، ويصدِّرها بشكل فاشل!!
«سواليف» وضحكات وتعليقات وتحديات واختراع أكاذيب وإشاعات دون وعي بأهمية صورة المملكة رياضيًّا!!
ما ذنبي كمشاهد وأنت تضع غضبك على من يديرون الرياضة عندما يخسر فريقك وأنت تدرك أن السبب لاعبو فريقك أو المدرب أو قوة الخصم أو الظروف.. لكنك فاشل، وتريد صناعة صورة فاشلة؟!!
الجهل هو سوس، ينخر في الإعلام الرياضي السعودي؛ فقد أصبح الانتساب له أسهل من تعديل وسادتك عند النوم!!
الإثارة المتتالية خارج الملعب تعني أن الإعلام فاشل بامتياز بمعرفة ما يدور داخل الملعب؛ ففاقد الشيء لا يعطيه!!
لا تصدقوهم.. يمثلون عليكم إلا من رحم ربي!!