عبد الله باخشوين
خلال الحرب العراقية الإيرانية.. وما بعدها إلى نهاية حرب تحرير الكويت، وعودة الاستقرار لمنطقة الخليج..كانت هناك (حرب مالية) تدار وتدور من خلال شركات (تأمين) عالمية كبرى متخصصة في مجال (إعادة التأمين) وطبيعة عملها تقوم على دراسة الأحوال الأمنية في (المناطق) التي تقع فيها الدول التي تربطها عقود ملزمة مع (شركاتها) ومؤسساتها وموانئها وناقلاتها وحمولات مراكبها التجارية.
وغني عن القول أنها تجري أبحاثاً ودراسات واتصالات لمعرفة (مستقبل) كثير من (المناطق الساخنة) لمعرفة آفاق مستقبل (خارطة) حركتها (التأمينية) لضمان عدم تعرضها لاهتزازات ساخنة تكبد -هذه الشركات- خسائر مالية فادحة تستنزف خزائنها ومدخراتها.
ومن المعروف أن هذه (الشركات الكبرى) ترتبط بشبكة علاقات واسعة وعلى أعلى المستويات.. وترتبط بخبراء يقدمون لها دراسات (تنبئية) بكل الاحتمالات المستقبلية.. لمناطق تعاقداتها.
وخلال الفترة التي سبقت حرب تحرير (الكويت).. أذكر قمت بعمل تحقيق موسع عن طبيعة أدوار وعمل (شركات التأمين) العاملة في المملكة.. بعنوان: (كل شيء هادئ في الجبهة الغربية)، وهو عنوان منقول عن رواية للكاتب الألماني أريك مايا ريمارك.. وأرسلته لمجلة (اليمامة) التي راسلتها من جدة لفترة قصيرة.. توقفت -ربما لأن ذلك الموضوع لم ينشر-، والمهم فيه كان ذلك الجزء الذي يتعلق بشركات (إعادة التأمين).. ولم أكتبه بالتفصيل، لكني أشرت إليه فقط.. بعد أن رماني (حظي) على خبير تأمين.. أخذ يحدثني عن (خطورة) دور شركات إعادة التأمين وعلاقتها برؤساء دول ومتنفذين يحرصون على مواصلة (الجهود) للعمل على إبقاء مناطق نفوذ وتعاقدات هذه الشركات بعيدة عن (السخونة).. وهناك كثير من التفاصيل لا يمكنني الكتابة عنها خوفاً من أن تصلني من أستاذي الكبير خالد المالك الرسالة المختصرة (إياها) التي تقول (دع مثل هذا الأمر لذوي الاختصاص) رغم أنه منقول عن لسان أحد صغار ذوي الاختصاص. المهم أن نفوذ وتمويل بعض شركات (إعادة التأمين) قام برسم (خارطة).. لضمان فصل (البارد عن الساخن).. والمضي في استمرار نمو كثير من مفاصل الخارطة.. وضمن استقرار وتصاعد نموها على حساب مواقع أخرى ظلت شديدة السخونة وغير مضمونة الاستقرار والاستثمار.