د.عبدالعزيز الجار الله
الطائرات بدون طيار هي واحدة من مطالب التحالف الدولي ضد إيران، وبالطبع وقف إنتاج السلاح النووي، وتطوير الصواريخ البالستية، التي كانت السبب في وقف الحرب الإيرانية العراقية عندما تحولت الحرب إلى حرب مدن لمهاجمة تجمعات مدنية، حيث وافقت طهران على وقف الحرب عام 1988م بعد أن شعرت بالهزيمة في حرب المدن. والذي يتابع السياسة الإيرانية يتأكد له أن إيران عملت منذ ثورتها عام 1979م، حيث قامت على تنفيذ ثلاثة مشاريع: السلاح النووي، والطائرات المسيرة، والصواريخ البالستية، وهذا ليس سراً فقد بدأت إيران تعترف به بالعلن، بل تهدّد جيرانها به.
السبت الماضي أصابت الطائرات المسيَّرة معملين للنفط في بقيق، وقبلها هاجمت الطائرات بدون طيار خط أنابيب النفط الناقل من الشرق إلى الغرب في الدوادمي وعفيف ثم حقل الشيبة في الربع الخالي، وبشكل متواصل يهاجم المناطق الجنوبية بالصواريخ، وقد يستخدم الحوثي بمساندة الحشد الشعبي جنوب العراق أو بالتعاون مع الميليشيات الإيرانية وحزب الله وباقي المنظمات الشيعية شرقي الجزيرة العربية أو عبر إيران من سواحل الخليج العربي القريبة من منابع نفط السعودية، لا بد من ضربة قوية للحوثي الذي وجد في الطائرات المسيَّرة وسيلة لتهديد المدن ومصافي النفط من أجل وقف حصار إيران الاقتصادي والسياسي، لذا لا بد من توسيع مجال الحرب ضد الحوثي لجعله يدرك أن حرب المدن والمنشآت الاقتصادية خسارة عليه ونتائجها وخيمة على قياداته وعلى قواته.
إيران والحوثي والقوى المعادية لنا لا تعرف أي نوع من الحقيقة سوى الحرب والقوة لذا لا بد من قوة تهزهم بصدمة وتشل قواهم حتى لا يتمادوا في حرب المدن والمنشآت الاقتصادية، فالحوثي أدرك حجم وكثافة النيران التي يتلقاها عندما يقترب من خط الحدود السعودي، وعليه أن يدرك عاقبة حرب المدن التي تطلق على نجران وجازان وعسير والأحساء وبقيق والدوادمي وعفيف، ففي هذا النوع من المستوى العسكري من الخصوم يكون الرد بالمثل على مواقع يعتقد الحوثي أنها آمنة وبخاصة جيوب ومخابئ الحوثي داخل المدن اليمنية.