عبد الله بن عبد المحسن الماضي
هي الدنيا كما شاهدتها نزول وارتحال، وكل نفس ذائقة الموت (رحمك الله يا أبا بدر)، في صباح يوم الاثنين 3 - 1 - 1441هـ الموافق 2 - 9 -2019م تلقيت نبأ وفاة الأخ العزيز والجار الصديق المحب الوقور الشيخ: عبدالمحسن بن عبدالله المقحم «رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته» هذا الرجل الذي من عرفته منذ بضع وخمسين سنة، يغمرك بلطفه وحسن تواضعه ويُسابقك ببذل معروفه وجميل تواصله، وما يلهج به لسانه من جميل القول وأطهره.
جاورته خمس عشرة سنة، واستمرت علاقتنا بعد المجورة أربعين سنة، وماذا أقول عنه وهو والله السباق في تواصله وطيب معشره، والمحقق لمقومات الصداقة.. لقد كان رحمه الله مداوماً على فتح باب منزله مساء كل يوم وله تواصل مع قرابة وجماعة ومعارف.. يأسرك برقي لفظه حين تقابله، ويُداوم بالذكر والثناء على الجميع.. أتذكر أنه إبان مرحلة الطفرة الأولى التي انطلقت مطلع عام (1395هـ) حينما تحولت الرياض إلى ورشة عمل كبرى.. وكيف كان يكرم عمال الحفريات في الشارع الذي يقع عليه بيته.. ويعتبرهم ضيوفاً عليه.. فيحضر لهم الفطور في الصباح ويُصر على صب القهوة والشاي لهم شخصياً.. ثم يحضر لهم الغداء بعد الظهر.. في منظر لافت أتعبنا نحن جيرانه، فلم تكن لنا طاقة على فعل ما يفعله «غفر الله له».
كان لفترة مرضه «رحمه الله» التي استمرت لشهور معاناة، وكان لأولاده البررة المداومة على مرافقته وحسن الرعاية له (أثابهم الله وسدد على طريق الخير خطاهم)، وجعل الله ما مر به من ظروف صحية ثقلاً في ميزان حسناته.. إنه جواد كريم.