بتاريخ 1 سبتمبر 2019م نشرت صحيفة الجزيرة مقالاً بعنوان (تأخير وقت بداية الحصة المدرسية الأولى بقلم الأخ أيمن بدر كريم تحدث فيه عن ضرورة تأخير بدء الدراسة إلى ما بعد الـ(8.30) صباحاً ليتوافق هذا التوقيت مع إيقاع النوم البيولوجي الخاص بالأطفال والمراهقين، مستنداً إلى ما توصلت إليه الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال عام 2014م وأن المركز الأمريكي للسيطرة على الأمراض والتحكم بها عام 2015م أوصى بأن تبدأ الدراسة في وقت متأخر من الصباح، وحديثاً عام 2019م أقرّت الأكاديمية الأمريكية لطب النوم الإرشادات العلمية بضرورة تأخير بداية اليوم المدرسي إلى حوالي الساعة (08.459) لتحسّن الأداء الذهني والأكاديمي للطلاب ... إلخ، هذا ما قالته الأكاديميتان الأمريكيتان والمركز الأمريكي للسيطرة على الأمراض. أما أنا فنظراً لاهتمامي بصحة الأطفال فسأعيد ما سبق أن كتبته بتاريخ 3 صفر 1436هـ ((كثيرًا ما نتحدث عن العنف الذي يقع على الأطفال بمختلف أشكاله وصوره، سواء أكان بالضرب أو الشتم أو الحرق أو الحرمان على أية صورة. ومن أجل حماية الأطفال، وتجنيبهم العنف، أُنشئت الجمعيات الدولية والوطنية والخيرية، وسنّت الأنظمة من أجل حمايتهم، وكان آخر ما قرأت، ما نشرته بعض صحفنا عن صدور موافقة مجلس الوزراء على نظام حماية الطفل، وقد تضمن عدةَ مواد نصّت الثانية عشرة منه على (يحظر أن يُباع للطفل التبغ ومشتقاته وغيره من المواد التي تضر بسلامة الطفل ... إلى آخر ما نصت عليه المادة)، وهنا وحرصًا على سلامتهم وما دام أن صحة الأطفال من الأهمية بمكان، فلم نعرضهم أيضًا لضربات البرد القارس في صباح كل يوم من أيام الشتاء حينما ينهض من بين أحضان أبويه الدافئة فجرًا ليركب الحافلة ذاهبًا إلى مدرسته أو روضته. ولا شك أن خروجه من باب المنزل، وحتى ركوب الحافلة يتعرَّض لموجات البرد ورذاذ الأمطار وأمراض الشتاء كثيرة وخطيرة.
فيا أيها الآباء والأمهات، أيها المهتمون بحماية الطفل، أيها المسؤولون بالتعليم صدّقوا أو لا تصدّقوا أن حافلة نقل الطلاب تقف أمام منزل ابني بعد صلاة الفجر ولا تزال الصلاة تُقام في بعض المساجد (الساعة الخامسة والنصف) أيام المربعانية والشبط لنقل الطفل وتلك حافلة مدرسة خاصة (ربما ليقوم بمشوار آخر)، فبمَ نفسِّر هذا، أليس هذا ضربًا من عنف الأطفال؟ أقول: بل هو نوع من العذاب الجسدي والنفسي. فلمَ لا نؤخِّر دخول الدارسين إلى مدارسهم ساعة إلى ساعة ونصف في فصل الشتاء؟ أو نلغي ما يُسمى بالحصة الأولى، خاصة طلاب الابتدائية فما دون، حكومية وأهلية، رحمة بهم، ومن أجل صحتهم. ومعروف أن الطفل لا يعرف حماية نفسه ولا الأخذ بالاحتياطات ليتقي شر الأمراض، لذا يجب على وزارة التعليم مراعاة أحوال أطفالنا جيل الغد، وتأخير بداية اليوم الدراسي، كما أسلفت.
ألسنا نتغنى بأن الأطفال فلذات أكبادنا، وهل أحد يقبل هتك كبده؟ لا أظن. وكم نادينا بالرأفة بأطفالنا، وحمايتهم من كل أذى عبر صحفنا، ولكن ربما لا سامع، وبالتالي فلا مجيب، ومن الله نستمد العون والتسديد.