د.عبدالعزيز العمر
بداية لا بد أن نؤكّد أن مهنة التعليم (التدريس) مهنة شاقة ومضنية، نظرًا لكونها تتطلب مقدرة عالية على الصبر والتحمّل، وعلى بذل جهد بدني وعقلي كبيرين. ولعل هذا هو أحد أهم أسباب ملل (بعض) المعلمين من مهنة التعليم. دعونا نتأمل في تضجر بعض المعلمين من مهنتهم، والتضجر من المهنة عموماً ليس شأناً خاصاً بالمعلمين. إن ملل بعض المعلمين من مهنتهم يجب أن يكون مقلقًا للنظام التعليمي نفسه، وخصوصًا أن فاعلية النظام التعليمي تعتمد على المعلمين باعتبارهم رأس حربة أي نظام تعليمي. في اعتقادي الشخصي أن بعض المعلمين قد لا يحبون مهنتهم للأسباب التالية: أولاً: لدى بعض المعلمين شعور بأن فجوة كبيرة تفصلهم عن وزارتهم، ثانيًا: يشعر بعض المعلمين بأن تدني ظروف وبيئة عملهم (ازدحام الفصول مثلاً) لا تساعدهم على تقديم أفضل ما لديهم، ثالثًا: هناك من المعلمين من التحق بالكليات التربوية دون أن يكون لديهم أدنى رغبة أو قناعة بمهنة التعليم، فقد كانت تلك الكلية التربوية خياره الوحيد المتاح له آنذاك، وهذا أس المشكلة، رابعًا: يواجه بعض المعلمين توترًا وقلقًا نفسيًا عندما يعجزون عن ضبط سلوك طلابهم المراهقين داخل الفصل، وهو ما يشكِّل تهديدًا لقدرة المعلم على تقديم بما درس بشكل فعّال، هنا نود أن نشير إلى مفهوم الاحتراق المهني للمعلمين (Teachers burn out) هو مفهوم عالمي يعبر عن ارتفاع قلق وتوتر المعلمين المهني إلى حد التفكير في مغادرتهم مهنتهم إلى مهن أخرى، خامسًا: ضعف المعرفة العلمية والمهنية لدى بعض المعلمين، مما يثير ملل وضجر طلابهم، وهذا بدوره ينعكس على المزاج النفسي للمعلمين أنفسهم، سادسًا: بعض المعلمين يؤدي عمله بطريقة ميكانيكية رتيبة خالية من أي روح وحماس، نظرًا لافتقاده للفلسفة التربوية الضابطة لعمله التربوي مع طلابه.