فوزية الشهري
زيادة عدد الطلاب في الفصول الدراسية أحد أبرز المشكلات المدرسية، ولها أثر كبير في التحصيل الدراسي للتلاميذ، وكذلك بالنسبة للمعلم فإنها تشكِّل عائقًا كبيرًا لأداء عمله بإتقان.
ولا يختلف اثنان على أن زيادة أعداد الطلاب في الفصول يرهق المعلم ويضعف تركيز الطالب، فالكثافة العددية داخل الفصول تعطي الطالب إحساسًا بأنه مُهمل، وهي لا تؤدي إلى الفهم أو الوعي أو التعلم الجيد أو القيام بالإنشطة أو المشاركة بفاعلية مع المعلمين. والمعلم الطامح بعملية تعليمية ناجحة فإن هذا الازحادم سيكون سببًا لفشل أهدافه مهما كانت قدراته وخبراته، بل إنها سبب لعصبية المزاج للمعلم وفقدان السيطرة على تسيير التدريس بطريقة ناجعة، ويتعدى الضرر من الفصل إلى خارجه، فالأعداد الكبيرة تسهم في انتشار السلوكيات السيئة وعدم قدرة المعلمين والمرشدين على غرس القيم، وكما أنه عائق أمام اكتشاف السلوكيات السيئة وعلاجها.
ومن المشكلات المدرسية التي تأتي متلازمة مع تكدس الطلاب العنف والتنمر المدرسي الذي -بكل أسف- أصبح ظاهرة يجب دراستها بجدية وإيجاد الحلول المناسبة لها حتى لا تحدث الكوارث.
حادثة قتل طالب المدرسة الابتدائية بمدينة الرياض لزميله فجعنا بها جميعاً، وهي بمنزلة جرس إنذار لعلاج القضايا المدرسية من عنف وتنمر وأعداد كبيرة، ووضع الحلول العاجلة لذلك -برأيي- أنه لا يمكن أن يقوم طفل بسلوك عنف إلى درجة القتل دون ملاحظة العداونية على سلوكة، لكن ربما زيادة أعداد الطلاب سبب في عدم المتابعة للطلاب واكتشاف الخلل في سلوكهم وعلاجه.
موقف الأب موقف نبيل ومتسامح ورائع، ولكن يجب أن يصاحبه علاج للأسباب التي أوصلت هذا الطفل ليكون ضحية من زميله وفي مدرسته. لا نريد تكرار هذه المأساة، إن دراسة التنمر والعنف وسن القوانين الرادعة لحدوثها ووضع العيادات السلوكية لمعالجة المتنمرين سيجنبنا تكرار ذلك.
وكيف لو وُضع أمن مدرسي متخصص بحفظ الأمن ومتابعة الطلاب سواء في المدرسة أو عند خروجهم إلى الشارع والمساعدة في تنظيم الحركة المرورية عند المدارس، تخصيص مثل ذلك حماية للأطفال والطلبة، ألا يستحقون منا ذلك؟!
الزبدة:
قد يدمر المدح معظمنا بينما يحفظنا النقد