فهد بن جليد
نقل (مليون ومئتي ألف) طالب وطالبة بشكل يومي دون أخطاء، وفق جدول زمني محدد في (رحلتين) من منازلهم إلى 18 ألف مدرسة، والعودة بهم مرة أخرى، عملية ليست بالسهلة إطلاقًا؛ وتحتاج إلى فِرق عمل ومراقبة ومتابعة مستمرة؛ لذا أرجو أن نكون منصفين في حق وزارة التعليم وذراعها التنفيذية (شركة تطوير)؛ لما يشهده النقل التعليمي الآن مع دخول آلاف الحافلات الحديثة المزودة بتقنيات عالية من الأفضل على مستوى النقل في العالم. في الأيام الماضية أُتيحت لي فرصة التعرف عن قرب (ميدانيًّا) على ما تقوم به هذه الحافلات، وكيف أن وزارة التعليم تحاول تغيير الصورة الذهنية السابقة عن (النقل المدرسي قديمًا) الذي أدى دوره في تلك الأزمنة، وكيف أننا اليوم نعيش تحديًا كبيرًا بوجود أحد أضخم أساطيل (النقل التعليمي) المتطور الذي يؤدي الخدمة (مجانًا) للطلاب والطالبات.
في البداية أعجبني شعور جميع العاملين بأن (النقل) هو جزءٌ من العملية التعليمية؛ لذا هم يحرصون على أداء عملهم بدقة وعناية فائقة، ودون تراخٍ؛ وهذا يمنحك الارتياح. الانطلاقة كانت مع مركبة، خُصصت لنقل (ثلاثة طلاب) فقط من ذوي الإعاقة. وفهمت أن هناك 30 ألف طالب آخرين من هذه الفئة الغالية، توفَّر لهم الخدمة ذاتها. وأفضل ما قاله لي الطلاب داخل مركبتهم هو أنهم يشعرون بالسعادة والارتياح هم وعائلاتهم، وكأن هذه المركبة خاصة بهم، وليست تابعة لمشروع النقل التعليمي. بعدها انتقلت للتعرف على حافلات النقل التعليمي ذات الهوية الواحدة. وحقيقية سُررت بمستوى التدريب والتأهيل الذي خضع له سائقو هذه المركبات، وكيف أن هناك فِرقًا ميدانية تراقب وتتابع عمل هذه الحافلات، وتفحصها بشكل دوري، إضافة لتقنيات الأمن والسلامة المزودة بها، مثل التقنيات الحرارية للتأكد من جلوس الطلاب على المقاعد بشكل صحيح، إضافة لربط حزام الأمان، والطريقة الصحيحة المطلوب اتباعها من السائق في كيفية ومكان الوقوف الصحيح، المسنودة بالمخالفات المرورية لكل من يتسبب في عرقلة سير هذه الحافلات أو تجاوزها أثناء التنزيل أو التحميل. وأكثر ما لفت انتباهي أن محرك الحافلة الحديثة لا يمكن إيقافه إلا (بضغط) زر خلفي في آخر المقاعد؛ وهو ما يضمن القضاء -بإذن الله- على حوادث نسيان الطلاب الصغار داخل الحافلات، إضافة لنظام التتبُّع الآلي عبر الأقمار الصناعية بنظام الـ GPS لسير 25 ألف مركبة في شوارع المملكة، من خلال مركز التحكم داخل مقر تطوير بالرياض، الذي يتيح لأولياء الأمور تتبُّع مسار الحافلات.
(يُتبع غدًا)
وعلى دروب الخير نلتقي.