محمد عبد الرزاق القشعمي
عرفت الأستاذ الشاعر إبراهيم بن محمد بن عبد الرحمن الدامغ مبكراً منذ عام 1378هـ/ 1958م في النادي الأدبي الذي كان يقيمه معهد الرياض العلمي ليالي الجمع من كل أسبوع، ويتبارى الشعراء وأصحاب المقالات على منبر النادي؛ فأصبح هناك ثلاثة شعراء، يتنافسون في استقطاب المعجبين بقصائدهم الاجتماعية والوطنية التي كانوا يعالجون فيها بعض القضايا العربية، مثل قضيتَي فلسطين والجزائر، والقضايا المحلية، وكان التنافس بين ثلاثة شعراء، هم: حمد الحجي وإبراهيم الدامغ ومحمد المسيطير.
زرت مدينة عنيزة حيث يقيم، واتصلت به، وطلبت زيارته والتسجيل معه ضمن برنامج (التاريخ الشفهي للمملكة)؛ فرحّب، وكانت الزيارة بتاريخ 14/ 8/ 1418هـ بمنزله في المزرعة بحي الرمثية، وتناولت معه الفطور صباحاً، ومع الشاي بدأ يتذكر فقال:
- وُلدت في مدينة عنيزة عام 1354هـ، والحقيقة إنه عام 1357 حسب إفادة جدي برسالة إلى والدي.
- درست في المدرسة العزيزية، ثم المدرسة الفيصلية، وبعد إكمال الصف الخامس انتقلت إلى الرياض للالتحاق بمعهد الرياض العلمي، وبعد أشهر افتُتح معهد علمي بعنيزة؛ فعدت إليها مواصلاً الدراسة به حتى تخرجت منه، وعدت للرياض، والتحقت بكلية اللغة العربية، ونلت شهادتها العالية عام 1380هـ، ورُشحت مدرساً بمعهد الأحساء العلمي. وبعد عامين انتقلت للتدريس بمعهد عنيزة العلمي.
- وفي عام 1384هـ ذهبت للرياض للمرة الثالثة، ودخلت معهد الإدارة العامة، ونلت دبلوماً في علم المكتبات، ثم عدت إلى عنيزة مواصلاً التدريس حتى عام 1404هـ.
- وفي بداية عام 1404هـ عملت مديراً لمدرسة عبد الرحمن الغافقي (الابتدائية)، ثم موجهاً في قسم توجيه الطلاب وإرشادهم في إدارة التعليم في مدينة عنيزة.
- وفي شهر صفر عام 1409هـ انتهى بي المطاف إلى التقاعد المبكر باختياري.
- وقال عن بداياته مع الشعر إن أستاذه الفلسطيني أحمد عبد الرحمن أثناء دراسته بكلية اللغة العربية طلب منه الكتابة في مادة الإنشاء؛ فكتب قصيدة، فظن الأستاذ أنه نقلها من غيره؛ وهو ما حداه إلى نقل الموضوع إلى العلامة حمد الجاسر (مدير المعاهد والكليات آنذاك)؛ الأمر الذي جعله يطلبه ويطلب القصيدة ومَن قائلها؟ ومن باب التعجيز طلبوا منه أن يلقيها في نادي الكليتين الأسبوعي فكانت مفتاح مشاركاته العامة، وكانت فاتحة خير وتألق.
- ثم ذكر أسماء بعض أساتذته الذين يعتز بهم بالمعهد بعنيزة:
محمد الجبة، وأحمد العدوي، ومحمود فرج العقدة مصريو الجنسية.
والشيخان محمد بن صالح العثيمين، وسليمان بن إبراهيم البسام من عنيزة.
أما أساتذته في الكلية فيذكر منهم:
عبد اللطيف سرحان، وعبد القوي، ومحمد عبد الواحد وافي من مصر.
وأحمد عبده، وأحمد عبد الرحمن من فلسطين.
- وذكر من أبنائه خمسة، هم: محمد، وخالد، وجمال، وياسر، وأحمد.
- وبالنسبة لأعماله الثقافية المطبوعة التي تنتظر الطبع فهي:
1 - ديوان: شرارة الثأر - شعر منشور.
2 - ديوان: ظلال البيادر - شعر منشور.
3 - كتاب: الميسر في قواعد الإملاء، وعلامات الترقيم، نثر، منشور.
4 - ديوان: أسرار وأسوار، شعر (4 أجزاء) منشور.
أما ما هو تحت الإعداد فهو:
1 - ملحمة خالد بن الوليد، شعر.
2 - الشاعر الفيلسوف نثر.
3 - النقد الأدبي بين الأصالة والتقليد - نثر.
- وقد وجدت له مشاركة مبكرة في صفحة (الطلبة يكتبون) في جريدة (البلاد السعودية) في العدد 2087 ليوم الاثنين 15 رجب 1375هـ الموافق 27 فبراير 1956م وهو طالب بالمعهد العلمي بعنيزة، عبارة عن مقال بعنوان (من حياة العباقرة)، وفيها يستعرض مراحل حياة وتطور الشاعر التونسي أبي القاسم الشابي، ونماذج من شعره في مراحل مختلفة.
- وقد ترجم له الدكتور علي جواد الطاهر في (معجم المطبوعات العربية، المملكة العربية السعودية) ط1، ج1، وفي كتاب (شعراء نجد المعاصرون) لعبدالله بن إدريس أنه ولد عام 1357هـ في عنيزة، وقبل أن يكمل السنة الثانية من عمره توفي والده. تعلم والتحق بكلية اللغة العربية بالرياض في أول عام 1379هـ بالانتساب. شاعر مجيد، ذو قريحة فياضة، وله نفس طويل في أكثر قصائده القومية. أداته الشعرية تبدو واهنة في بعض الموضوعات. جرت مفاوضات بين الشاعر وبعض الأمراء السعوديين المثقفين لطبع ديوانه على نفقتهم. ويبدو أن المفاوضات لم تؤدِّ إلى نتيجة عملية.
في كتاب (شعراء نجد المعاصرون) مختارات من شعره ص 211-228.
- ترجم الأستاذ حمد سعيد بن سلم في (موسوعة الأدباء والكتّاب السعوديين خلال ستين عاماً). ومما قال عنه: «... التحق بالحرس الوطني قبل أن يتخرج من الكلية موظفاً.
شاعر عاطفي من الشعراء الشباب، له مشاركات في الصحف والمجلات.
نشر له (شرارة الثأر)، ديوان شعر، صدر عن دار العلوم بالرياض».
- اختار له الدكتور عبدالله المعيقل في المجلد الثاني (الشعر) الصادر ضمن (موسوعة الأدب العربي السعودي الحديث.. نصوص مختارة ودراسات) ط1، مج2، 1422هـ/ 2001م، واعتبره من شعراء (التجديد)، واختار له قصيدة (في معبد الجمال)، نختار منها:
نطق الجماد ورفَّت الورقاء
وهفت إلى لمح الجمال ذكاء
وترنَّحت صور الخيال بخاطري
فتأرّجت بعبيرها الأفياء
يا سائلي والعجب يملأ قلبه
ماذا عشقتم أيها الشعراء؟
إلى أن قال:
والمعبد القدسي يشهد أننا
روح الهوى والحق والإحياء
ومفاتن الحب الجميل رهينة
في أفقنا والسحر والإغراء
واختتمها بقوله:
لهم الجلال وحسنه وبقاؤه
ولدى العلا هم بسمة رفَّاء
يتعشقون رؤى الجمال وسحره
ويؤمنون وهم، هم الأمناء
- كرمه مركز صالح بن صالح الاجتماعي بعنيزة يوم الثلاثاء 21/ 2/ 1427هـ بوصفه رائدًا من رواد الشعر بإقامة ندوة حول شعره ومسيرته بعد رحلته الطويلة وعطائه المميز.
وبهذه المناسبة فقد قام المركز بطباعة ديوانه (أسرار وأسوار) في أربعة أجزاء.
كما أصدرت الجمعية كتاب (الميسر في فن الإملاء وعلامات الترقيم) للأستاذ إبراهيم بن محمد الدامغ عام 1415هـ.
- ترجم له في (قاموس الأدب والأدباء في المملكة العربية السعودية) فكتب عنه الدكتور محمد بن سليمان القسومي قائلاً: «شاعر، وُلد في مدينة عنيزة بمنطقة القصيم، توفي والده بعد ولادته بسنتين، فتولى تربيته الأولى جده عبد الرحمن، ثم عمه سليمان، ثم عاش في كنف والدته التي تزوجت بعد وفاة والده. وقد اشتهرت أسرته منذ مطلع القرن الرابع عشـر الهجري بمزاولة مهنة التعليم في الكتاتيب قبل انتشار التعليم النظامي. التحق بكلية اللغة العربية منتسباً، وهو يعمل في الحرس الوطني. وله عدد من المحاضرات والأمسيات الشعرية التي ألقاها في بريدة، وعنيزة، والرس، وأبها, مكة المكرمة، والرياض، وحائل».
عده عبدالله الحامد من شعراء الجيل الثاني من أجيال الشعر السعودي، وألحقه بالشعراء المجددين.. وهو من الشعراء الذين اختلف النقاد حولهم، وتباينوا في تصنيفهم، وقال: «الدامغ من شعراء العربية الموهوبين، تتجلى في شعره سماحة المطبوعين فكرة وتعبيراً»، وأشار ابن عقيل إلى أن شعر الدامغ يغلب عليه الأسلوب التقريري والخطابة والتعبير المباشرة». وأشار إبراهيم المطوع إلى أن الشعر الوطني هو الاتجاه الغالب على شعره، وأفاض الحديث عنه في كتابه (حركة الشعر في منطقة القصيم).
- ترجم له في (معجم البابطين.. للشعراء العرب المعاصرين).. واختير له قصيدتان (سعادة الدكتور، ومدي هواك).
- وترجم له في (معجم الكتّاب والمؤلفين في المملكة العربية السعودية) الدائرة للإعلام.
- وترجم له في (دليل الكتاب والكاتبات) عن جمعية الثقافة والفنون.
- وفي الختام لا أنسى استجابته لدعوتي عندما كنت أعمل في مكتب رعاية الشباب بحائل عام 1399هـ؛ ليشارك في أمسية شعرية ضمن الموسم الثقافي، وقد أضاف لقصائده قصيدة خصصها لحائل، وللمناسبة قال فيها:
غلب الهوى مني رزين فؤادي
فنفضت كل تمنعي وعنادي
وطويت فج البيد يعصفني الطوى
لأرود في الجبلين بلغة زادي
دار لها برد النعيم ووشيه
ورحيقه للمستهيم الصادي
إلى أن قال:
شوق يعانقه أجا ويحوطه
سلمى بكل محبة ووداد
جبلان ما شهدا على غير الهدى
والنبل والتمكين والإسعاد
حفظا لشمر كل مجد تالد
وطريق شمر مخصب الأبعاد
يا أمة لم تبن من آجامها
غير الكرامة والندى الوقاد