كل منَّا في هذه الحياة يسعى جاهداً على المحافظة على صحته الإنسان والحيوان بالعلاج والبحث عن وسيلة تعالجه فالحكمة السائدة على السّطح تقول الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى لذا يلجأ الإنسان والحيوان سريعاً بالمحافظة على صحته بالعلاج الذاتي - فمثلاً لو تسمم أحدنا أو أصابه مرض فماذا يفعل يا ترى؟
فالمرء سيذهب إلى الطبيب طبعاً.. ولكن هل فكرت يوماً من الأيَّام وأنت تشاهد تلك الحيوانات في الطبيعة كيف تعالج نفسها وتقيها من تلك الأمراض؟
نعم، إن الحيوانات تعرف كيف تعالج أمراضها أو جروحها أو كسورها بطريقة تشبه الطرق التي نلجأ إليها نحن البشر، أي أنها تتمتع بعلم كامل في معالجة أمراضها ودون الحصول على أية دورة تدريبية أو تعليمية وإن كانت دون الإنسان في عقلها وإدراكها وإليك بعض الأمثلة:-
هناك بعض الحيوانات -كالظبية وغزلان- تتمدد على الأتربة الغنية بالطحالب على مواد غنية بالمضادات الحيوية
وتلجأ أخرى إلى الاستحمام للوقاية من الطفيليات والأمراض، فمن عادة الذئاب مثلاً تلجأ إلى الاستحمام بالمياه الكبريتية الدافئة إذا ما توفرت.
وكذلك حيوان الشمبانزي إذا أصيبت بجروح في جسدها فإنها تبادر إلى إيقاف ذلك النزيف الدموي بوضع يدها على الجرح الذي ينزف وتغطيه ببعض أوراق الأشجار أو الحشائش.
وكذلك الدّببة فإنها تنبش الأرض بمخالب أرجلها مرات عدة لإخراج جذور نبات السرخس حال إصابتها بإسهال أو سوء هضم وقد أثبتت الدراسات الطبية والتجارب العلمية أن نبتة السرخس تفيد في علاج كثير من الأمراض كالصداع والروماتيزم ونزلات البرد وكذلك الذئاب والكلاب والقطط فقد شوهدت وهي تمضغ الترياق -وهو اللوف العطري أو لوف الثعبان- إذا تعرضت إلى لدغة حية أو عقرب أو أي حيوان سام - فما أعظم القدرة الإلهية التي ألهمت تلك الحيوانات غير الناطقة لتهتدي إلى طريقها!!
وما أجمل الكريم الذي منّ على تلك المخلوقات بهذه النعم العظيمة الخارقة!!
وما أرحم ذلك الطبيب الذي يصف لمخلوقاته تلك الوصفات الطبية لكي يستخدمها حتى يتحقق الشفاء بإذن الله.
والله الموفق والمعين