«الجزيرة» - سلطان الحارثي:
خسر المنتخب السعودي بالتعادل أمام منتخب اليمن الشقيق في أولى محطاته ضمن التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2022، وظهر المنتخب السعودي بصورة سيئة ومهزوزة، جعلت الوسط الرياضي السعودي يضع يده على قلبه، ويضع أكثر من علامة استفهام حول الأداء الذي ظهر به لاعبو المنتخب السعودي، إذ كاد يخسر من منتخب اليمن الذي يُعاني على كافة الصعد، ويكفي أن نقول بأن دوريهم متوقف منذ سنوات، ناهيك عن أنه لا يوجد في صفوفه أي لاعب محترف، بل جميعهم هواة، وقيمة عقد لاعب سعودي واحد تفوق قيمة جميع عقود لاعبي المنتخب اليمني أضعافاً مضاعفة، ولكن ما قدمه لاعبو منتخب اليمن هو عبارة عن درس قاس لكل لاعبي المنتخب السعودي، فالاحترافية ليست في توقيع العقود واستلام الملايين وتسمية اللاعب بالمحترف وهو لا يمت لهذا الاسم بصلة، بل الاحتراف عبارة عن «نهج» يجب أن يكون عنواناً لكل لاعب محترف، وإخلاص وتفان في أداء المهمة التي توكل له.
ما قدمه المنتخب السعودي أمام منتخب اليمن لا يمكن تصديقه ولا يمكن لأحد توقعه، ولكنه أصبح واقعاً بعد أن ظهر المنتخب السعودي بصورة لا تليق باسمه، ولا باهتمام القيادة السياسية به، ولا بالأموال التي تم صرفها على رياضة تطمح قياداتنا العليا وصولها للعالمية، ولكن بهكذا جيل لا يعي من الاحتراف إلا اسمه، لا يمكن أن نصل لهذا الهدف الكبير.
بقي أمر مهم بدأت تتكشّف خفاياه، ألا وهو وجود عدد كبير من اللاعبين الأجانب في الدوري السعودي، هذا الأمر تحدثنا عنه كثيراً، وقلنا وقال غيرنا من المختصين بأن ضرره كبير على المنتخب السعودي في المستقبل، وما حدث في مباراة اليمن ما هو إلا بداية، فجميع الفرق السعودية أصبحت تعتمد على لاعبين أجانب في جميع المراكز، وهنا يصبح دور اللاعب السعودي مُهمشاً، وإن استمررنا على هذا العدد فسوف يأتي اليوم الذي يكون فيه اللاعب السعودي مجرد تكملة عدد لا أكثر.