ماجدة السويِّح
تواجه الصحفيات المضايقات والابتزاز عبر الإنترنت وتشويه السمعة، للعمل على إسكاتهن وتخويفهن من القيام بدورهن، حسب ورقة منشورة للصحفية «يجانة صالحي» 2016، التي عملت سابقاً في بلومبرج نيوز وذا ناشيونال، تقول: كونك امرأة تحيط بك المخاطر وخصوصاً في البلدان الإسلامية كإيران.
من المفارقات التي ترويها «صالحي» أنه في البلدان التي تميز بين الرجال والنساء قد تحظى النساء بالسبق في إجراء العديد من المقابلات مع المسؤولين، ببساطة لأنهم «افترضوا أنني أقل تهديدًا، أو لأن عدد جمهوري قليل» مقارنة بالصحفيين الرجال.
يعتقد البعض أن الإنترنت وفرت بيئة غنية وآمنة للصحفيين، للقيام بدورهم وتقليل المخاطر في التنقّل ومواجهة الظروف المكانية والزمانية خصوصاً للنساء، لكن الواقع يثبت العكس حسب آخر استطلاع من لجنة حماية الصحفيين حول تصوّر الصحفيات لسلامتهن وحريتهن، في كل من أمريكا وكندا، حيث أكدت 85 % من الصحفيات أنهن يشعرن بأمان أقل، مقارنة بشعورهن قبل خمس سنوات.
ذكر التقرير أبرز المضايقات التي تتلقاها الصحفيات تأتي خصوصاً بعد تناول موضوعات في مجال السياسة، المجال المحلي، والتطرف، حيث تتمثَّل المضايقات في تلقي رسائل جنسية، أو تهديدات بالعنف، أو الاغتصاب وكذلك التهديد بالموت، وفي أحيان أخرى تسريب ونشر المعلومات الخاصة، وانتهاك الخصوصية على شبكة الإنترنت.
للأسف العديد من الدراسات أثبتت أن الصحفيات يتأثرن بالتحرّش عبر الإنترنت أكثر من الرجال، ويتضاعف العدد إذا كن من الأقليات. في عام 2006 فتحت صحيفة الجارديان خاصية التعليق على مقالاتها لتشجيع الحوار بين الصحفيين وقرائهم، وبحلول عام 2016 وصل عدد التعليقات لـ70 مليون تعليق على الموقع، غالبية التعليقات المسيئة والهجومية كانت من نصيب الصحفيات، اللاتي كن ينتمين إلى الأقليات العرقية، مقارنة بنظرائهن من الرجال البيض.
هذه الدراسة كشفت عن حجم التعليقات المسيئة، التي تم حجبها من المشرفين، كانت من نصيب الصحفيات، خاصة في الأقسام التي يهيمن عليها الذكور مثل قسم الأخبار، الرياضة، والتكنولوجيا.
الهجمات الشخصية التي تتعرّض لها الصحفيات في أنحاء العالم لها آثارها السلبية على المستوى الشخصي، كالتعرّض للاكتئاب، القلق، الامتناع عن تناول ما من شأنه أن يعرّض أمن وسلامة الصحفية بسبب التهديدات، أو الانتقال للعمل في مجال آخر.
المؤسسات الإخبارية يمكن أن تساهم في وضع حدود ومعايير للحوار الهادف والإيحابي على موقعها، وحساباتها على شبكات التواصل الاجتماعي، وكذلك تقديم الدعم والمساندة للصحفيات في التصدي للهجمات والتهديدات قبل وبعد حدوث المضايقات.
كما أن لوسائل التواصل الاجتماعي دوراً لا يستهان به في رصد ومتابعة خطاب الكراهية بحق الصحفيات، والتهديدات التي يتعرضن لها، والعمل على إيقاف هذا السلوك العدواني تجاه الصحفيات.