د.عبدالعزيز الجار الله
بيان مشترك سعودي - إماراتي بشأن الأطراف اليمنية بالالتزام بالهدوء والحوار، هذا البيان جاء ليطفئ لهيب نار اشعلت بالسلاح والإعلام في اليمن، رغبة إيران وقطر وتركيا وجماعة الحوثي ودعاة الانفصال إلى الاقتتال وعودة عدن إلى الفوضى والانفلات الأمني، كل هذه الرغبات تلاشت بعد تفاهم السعودية والإمارات والحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي، والعودة إلى الحوار والعقل في وحدة اليمن في هذه المرحلة.
إيران وتركيا وقطر أصبحت هذه الحكومات لا ترغب ولا تفضل أن ترى الدول العربية إلا منقسمة إلى قسمين وحكومتين كما هو الحال مع فلسطين، حكومة السلطة بالضفة الغربية وحكومة غزة في القطاع، وتنقسم اليمن إلى يمنين، يمن صنعاء بالشمال ويمن الجنوب في عدن، ولبنان إلى لبنان الحكومة في بيروت ولبنان الحزب في الجنوب حكومة حزب الله، وباقي الدول العربية العراق وسورية، بمعنى انقسام الدول والشارع العربي، نصف مع الحكومات والنصف الآخر مع جناح الممانعة الذي تقوده إيران.
إيران ستغرق في اقتصادها المنهار وسياساتها العدوانية والمضطربة وفي مشروعها الشيعي المتطرف وسيغرق معها كل الدول والجماعات التي راهنت 2010م على كسب رهان ومشروع إيران العدواني ونشر أجندتها بالمنطقة العربية، فالمراهنات التي دخلتها إيران وتركيا وقطر وبعض الدول الأوروبية عام 2010 عام الربيع العربي كانت تهدف إلى:
- تقسيم العالم العربي إلى أكثر من دولة وكيان سياسي ليكون أوطانًا متعددة تجمع شعوبًا دون انتماء أو ولاء.
- تعزيز مكانة الأقليات العرقية والدينية لتصدر المشهد السياسي والاقتصادي والقيادة والزعامة.
- كسر وحدة وخلية الأمة الإسلامية والعربية والمشاركات فيما بينها بالمنطقة العربية لجعلها منطقة وحيزًا بلا انتماء ديني أو عرقي واحد، وتفتيت الهوية الإسلامية والعربية وهي مرتكزات الوطن العربي الكبير.
العالم العربي المتماسك لا يرضي إيران وتركيا وقطر وبعض الدول الأوروبية التي تفضل الوطن العربي بصورته قبل الحرب العالمية الأولى، مدنًا وأقاليم وجزرًا في قاطرة الدولة العثمانية المهزومة والمترنحة، أو جيوبًا ونواحي تتبع المستعمر الأوروبي الذي يديرها من وراء البحار.