فهد بن جليد
إدخال تعليم العرضة السعودية إلى المدارس أمر مُفرح لي شخصياً، كخطوة أعتبرها في الطريق الصحيح سبق أن ناديت بها أكثر من مرَّة، ولا سيما أنَّ التعاون في تدريب وتأهيل المُشرفين ورواد الأنشطة الطلابية يتم مع دارة الملك عبد العزيز الجهة المعنية بحفظ هذا الموروث الوطني الذي يظهر حب الأرض وإبراز صور التلاحم بين الشعب والقائد في السمع والطاعة، كنشاط ترفيهي يمارسه ويتذوّقه الطلاب بشكل فني ويشاركون في أدائه بالشكل الصحيح في المناسبات الأسرية والمجتمعية والوطنية.
في 30 يونيو 2017 كتبتُ هنا عن (مدارس لتعليم الرقصات الشعبية) وقلت حينها يجب أن لا تترك المسألة لاجتهاد بعض الآباء أو حتى لمقاطع اليوتيوب لتعليم الأطفال والصغار للرقصات الشعبية المتنوّعة وعلى رأسها العرضة السعودية، التي لا يعرف كثير من شبابنا أصول أدائها بالشكل الاحترافي الكامل، ودلالات بعض حركاتها التي تُؤدى بشكل جماعي توافقي مُبهر، مؤكداً أنَّ الإحراج قد يطال اعتذار مُشاركة بعض المسؤولين في أداء العرضة أثناء المناسبات لأنَّهم لم يتعلموا أصول أدائها ولم يحسنوا ذلك في أي مرحلة من مراحل حياتهم، وفي حال قاموا بالمُشاركة مُجاملة فإنَّهم لا يتقنون أداءها ولا يظهرون بالشكل المناسب لهم، كما تحدثتُ في مقالي يوم 26 يناير 2018 عن ضرورة (تعليم أداء العرضة السعودية في المدارس) مُتمنياً أن تُخصِّص وزارة التعليم مُتسعاً من الوقت لتعليم الطلاب في المدارس فنون أداء العرضة السعودية بالشكل الصحيح على يد مدرسين مهرة، واقترحتُ حينها أن تستعين الوزارة بدارة الملك عبدالعزيز وبتجربتها في تعليم العرضة ضمن مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل، كرقصة وطنية رسمية لها دلالاتها ومعانيها في طريقة مسك السيف والإيماء به، وضوابط تحريك الأرجل وكيف تتم عملية التمايل و(التهزُّع في الرقص) مع أهمية أداء العرضة بشكل احترافي يراعي أهمية ودلالة وقيمة ومعنى كل حركة.
العرضة السعودية تستحق أن يُخصص لها في مدارسنا جزءاً نظرياً لشرح تاريخها كمادة علمية مشوِّقة، وجزءاً عملياً تُطبّق فيه الحركات الفنية والترفيهية والبدنية المفيدة كعلامات للرجولة والفروسية والفخر والاعتداد والتلاحم، الحمد لله أنَّ وزارة التعليم تداركت الأمر في الوقت المناسب وبدأت أولى الخطوات في ذلك، والتي أتمنى أن يتم تطويرها وتوسيعها أكثر لتصبح مادة نشاط بدني ترفيهي فني مُتكاملة وشاملة في جميع المدارس، فكم هو مُخجل أن يتخرَّج الطالب من الجامعة ولم يتعلَّم شيئاً واحداً طوال مراحل تعليمه عن تاريخ رقصة بلاده الرسمية الأشهر ومعانيها، ولا كيفية أدائها في المناسبات الرسمية والاجتماعية والشعبية.
وعلى دروب الخير نلتقي.