سمر المقرن
بما أن موسم الحج انتهى، وكل المؤسسات التي شاركت فيه الآن تحتفي بالنجاح، فقد تابعت بفخر واحدة من هذه المؤسسات لأنها حديثة التكوين وكان لدي فضول ورغبة في معرفة ما تقدمه هذه الجهة، وأعني هنا (الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة) التي أُنشئت بمرسوم ملكي لتكون مسئولة عن الارتقاء بالخدمات والأعمال المقدمة في مدينة مكة والمشاعر المقدسة، بما يتناسب مع قدسيتها ومكانتها، ويسهل خدمة ضيوف بيت الله الحرام من الحجاج والمعتمرين، لتصبح شجرة مثمرة وارفة الظلال، تنبت خيراً مختلفاً ألوانه يُسقى بماء واحد هو الاهتمام والرعاية الفائقة بضيوف الرحمن فتعود بالخير على الأرض المقدسة وضيوفها.
وجدت فعلاً أن هذه الهيئة تهدف وتحقق هذه الأهداف من خلال الارتقاء بالأعمال والخدمات في مختلف المجالات في مدينة مكة والمشاعر المقدسة والمشاريع المرتبطة بها من جوانب تنظيمية وإدارية، وتحقيق أعلى مستويات التنمية الاجتماعية والاقتصادية والاستدامة المالية لمكة المكرمة.
وحققت الهيئة منذ إنشائها -رغم حداثة سنها- إنجازات ملموسة، أهمها تأسيس شركة المشاعر المقدسة للتنمية والتطوير وإنشاء نظام بيئي، ومنظومة مستدامة، تشمل مخططاته العنصر البشري والبنية التحتية والنسيج الاجتماعي بشكل عام. وقامت الهيئة بدعم وزارتي الحج والداخلية لوضع هيكلة لنظام التأشيرات ولزيادة عدد الحجاج، ووضعت أيضًا أنظمة وضوابط جديدة للتأجير الاستثماري في المملكة مما يحقق الصالح العام. والهدف الأساسي لشركة المشاعر المقدسة تشغيل المشاعر المقدسة بشكل شامل لتتواكب مع رؤية المملكة 2030 حيث تشمل تطوير وإدارة البنية التحتية والمرافق والخدمات العامة وخدمات التجزئة بجودة عالية ومهارة فائقة، من خلال أفضل الكفاءات والعناصر البشرية والممارسات العالمية لتحقيق أعلى رقي وخدمه مقدمة لضيوف الرحمن الرحيم.
من أولويات الهيئة الملكية لمكة والمشاعر المقدسة، تحقيق هدف مدينة آمنة مطمئنة متفاعلة حيوية خلاقة وذات طابع فريد ومميز اجتماعياً وعمرانياً، والارتقاء بجميع الخدمات والأعمال في النطاق الجغرافي لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، وتشمل أيضًا رؤية ثاقبة وإعداد خطط مستقبلية للنقل تعمل على راحة الحجيج وأهل مكة.
هذا باختصار ما تابعته ورأيته، ما يصنع الدهشة ليس على المستوى المحلي فحسب، بل أمام أنظار كل العالم.