فوزية الجار الله
تبدو الحياة أجمل وأكثر بهاء حين تحتشد بالأحلام والأمنيات..
يحدث أن تصادف خلال مراحل حياتك المختلفة الكثير مما تحب وتهوى لكنه يبدو متمنعاً، بعيداً تركض إليه فلا تستطيع حيازته ولا امتلاكه خاصة أنك تريده بالطرق الصحيحة السليمة التي تتوافق مع الأخلاق والقيم لا تريده بالنصب والاحتيال ولا من خلال اجتياز الطرق الملتوية لأسباب كثيرة أهمها أنك تريده بمنتهى السلاسة والهدوء لأجل أن يدوم معك ما حييت، تريد أن تشعر بالأمان وأنت برفقته أو أنه بين يديك، قد تتمنع عنك أشياء كثيرة وتعاني في سبيل حيازتها، لكن ثمة أشياء أخرى حين تحبها تحبك وبقدر إخلاصك وتفانيك في سبيلها تنقاد إليك هي، منها هواياتك الخاصة تلك التي في متناول يديك، على سبيل المثال: القراءة، الكتابة، النحت، الرسم، التأمل، التجمل، الرياضة.. فحين تبدع على سبيل المثال في ممارسة أحد مجالات الرياضة تصبح أحد أبطالها ونجومها.
وما دمنا في سياق الرياضة، تذكرت حقائق حول الرياضة، فهي عادة صحية تعود بالكثير من الفوائد للروح والجسد تجد فيها المتعة والراحة للنفس والمتانة والقوة والمرونة للعضلات، عليك الحرص على ممارستها وإن ابتعدت عنها زمناً ووجدت ثقلاً في جسدك عليك البدء بممارسة الرقص الذاتي في موقع خاص أو غرفة مغلقة، لتكن البداية بأيّ نوع من أنواع الرقص تجد في نفسك ميلاً إليه، سيكون محفزاً ومفيداً، حديثي هذا موجه للجميع لمن يجد فيه نفسه رغبة وخاصة المرأة، وفي مضمار هذا الحديث تداعى إلى ذاكرتي شيء ما، حدث في طفولتي، ذلك الحدث لا أدري إن كان مجرد حدث عابر يومها أم أنه كان عميقاً ومؤثراً، تناهى إلى سمعي صوت مميز عبر الإذاعة التي كانت تنطلق من جهاز المذياع الذي اعتدنا على سماع صوته مجلجلاً في أنحاء المنزل، تناهى إلى سمعي ذات مساء نغمات عذبة، أخذت أتمايل وأرقص على إيقاع أغنية جميلة كلماتها سهلة ممتنعة، لكنها مؤثرة: (ما تقول لنا صاحب/ فينه زمان غايب/ نسأل عليه واجب/ كان العشم أكبر/ ألا كان العشم أكبر) كلمات الأغنية معروفة وقد نالت شهرة عظيمة في زمنها، رحم الله من رددها بصوته -الراحل طلال مداح- تحمل كلمات الأغنية عتاباً لصاحب غائب، يبدو صاحب الكلمات عانى كثيراً مابين حب وهجر، قد يكون الشاعر صرح بهذا العتاب وقد لا يكون وإنما هو خيال شاعر، هذه الكلمات أيضاً ربما تكون عبارة تنادي بها بكل اشتياق وشغف تلك الأماني والأحلام المتمنعة البعيدة التي تناسيتها وربما هجرتك هي وأدارت ظهرها لك، تناديها بكل إصرار على ألا تفقد ذلك البريق من الأمل في كل زمن وفي كل لحظة.