اليوم يبدأ منتخبنا مشواره لكأس العالم وكأس آسيا 2023 ومن البحرين تنطلق الأحلام والأماني وقلوبنا دائماً مع الأخضر في السراء والضراء وجميعنا يتمنى له التوفيق، ولكن بعيداً عن التفاؤل والتشاؤم دعونا نتحدث بصدق عن ماذا يمكن أن نتوقّع من هذا المنتخب وماذا عسى أن يقدم في ظل المعطيات والظروف الحالية التي حتماً لا تسر أحد، منتخب قليل الدسم قليل النجوم يعاني مدربه في مسألة الاختيار ومن محدودية المتاح مع أننا في المملكة نعتبر منبعاً للنجوم، ولكن ماذا يمكن أن نقول عن شخص (خطف عينه بيده)، ولن أبالغ لو قلت إن الوضع سيزداد سوءاً إذا أصررنا على وجود هذا الكم من الأجانب والمواليد في سبيل أن يصبح دورينا أقوى دوري عربي! بصراحة لا أعلم ما فائدة هذا الأقوى إذا كنا سنشارك في المناسبات الرياضية بمنتخب يكتب سطراً ويطمر الثاني لقلة حيلته وضعف إمكاناته الفنية، نعم إثارة الدوري وكثرة النجوم تساعد على التسويق وتساعد على جلب المستثمرين ولكن (بالإمكان) أفضل مما كان من خلال إيجاد حلول لهذه المعضلة والتي منها تخفيض عدد الأجانب إلى أربعة كمطلب وضرورة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وإن كان ولا بد من استمرار هذا العدد من الأجانب فإن إيجاد دوري رديف سيساعد على حفظ ماء وجه الكرة السعودية ويضمن عودتها لسابق عهدها، شخصياً اعتبر أن وجود مثل هذا الكم من الأجانب هدر مالي لن تستطيع الأندية الوفاء به بعد أن ترفع الهيئة يدها عن دعم الأندية ناهيك عن أنه محرقة للنجوم الوطنيين، وهذه حقيقة أتمنى أن نعيها قبل فوات الأوان، الوضع الحالي يقول إن المنتخب ليس أولوية إنما الدوري هو الأولوية مع أني لا أفهم معنى أن يكون لديك أقوى دوري في المنطقة وأيضاً أضعف منتخب في المنطقة! بصراحة تمنيت لو صرف جزء مما صرف على الدوري على الفئات السنية ضمن إستراتيجية واضحة أو على إقامة أكاديميات في عشرة أندية على الأقل في مواقع مختلفة، السؤال: هل وجود أقوى دوري يتنافى مع إمكانية وجود منتخب قوي؟ أنا أجزم أن إيجاد دوري رديف لدوري الأمير محمد بن سلمان سيخفف من تبعات قرار زيادة الأجانب، أو حتى اختيار منتخبات أربع مناطق لتشارك في دوري الدرجة الأولى دون أن تؤثر نتائجها على مسألة الصعود والهبوط للأندية سيضمن لنا استمرار مشاركة الكثير من المواهب واكتشاف المزيد منهم لخدمة الأندية والمنتخب. عموماً أرجو أن لا يأخذ البعض الحماس في تحقيق ما يُسمى أقوى دوري فقطأجل تحقيق هذا الهدف لأن أقوى دوري لن يحفظ سمعة منتخب وطن إذا كانت نتائجه في القاع.
** **
- فهد المطيويع