كتب - عايض البقمي:
ما يثير الدهشة أن تتحول فكرة إلى حقيقة دامغة صارخة وثابتة كأس السعودية العالمية التي جادت بها القرائح الوقادة لفارس الرؤية سمو ولي العهد بلغ مكانته العالمية بشكل مؤثّر وتحقق له من الريادة والشهرة بسرعة الصاروخ حتى غدا السباق الأفضل بالعالم.
الصحراء العربية ربما كانت آخر مكان يخطر على البال فيما يتعلّق بسباقات الخيول المهجنة الأصيلة التي لم تبارح الدول الغربية على مدى عدة قرون إلا إلى مناطق محدودة ترتبط سلفاً بالمنظومة الغربية لسباقات الخيل كاليابان وأستراليا وهونغ كونغ التي اقتحمت هذا المجال ولم تترك ذلك الأثر الكبير؟!
ولعل هذا ما يؤكد لنا أهمية وجود القادة الأفذاذ في حياة الأمم ودورات الحضارة ويؤكد على حنكة وعبقرية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد الأمين كشخصية محورية لإنتاج الأفكار العظيمة القابلة للتطبيق والتحول إلى مشاريع ومآثر ومنجزات.
ولو أن مثل هذه الأفكار سهلة وميسورة لغير الأفذاذ لما استغرق الأمر 300 سنة وأكثر لتأسيس أكبر وأغلى سباق عالمي تم تسميته (كأس السعودية العالمية) والبالغة جوائزه 20 مليون دولار (ما يقارب 75 مليون ريال) وفي أمسية واحدة هكذا هي التحديات وطمس المستحيل بهمم الرجال والتي لا يقوى على مواجهتها والتصدي لها إلا نوعية خاصة من البشر حباهم الله البصيرة والعزيمة والقدرة الفائقة على تحويل المعجزات إلى حقائق على أرض الواقع.
ذلك ما تعلّمه العالم من سمو ولي العهد الذي أثرى قواميس المعرفة الحضارية والإنسانية بمصطلحات ملهمة غير معروفة من قبل وكان لها مفعول السحر في تحويل العقول إلى مراكز للعصف الذهني الذي ينتج الأفكار (البكر) بدلاً من اجترارها مما سمح لمسيرة سباقات الخيل السعودية أن تخطو خطوات عملاقة نحو ذرى المجد وخلال فترة زمنية قصيرة عنوانها الكبير والمثير (أن تبدأ من حيث انتهى الآخرون).
إن كأس السعودية العالمية بات يعتبر أكثر من مجرد سباق للخيل والذي سيصبح موعده في السبت الأخير من شهر فبراير من كل عام ذكرى للاحتفاء بتلك الفكرة النافذة التي ستعيد للعرب شيئاً من إرثهم الحضاري في عالم الفروسية ومنبر حضاري يقدم سباقات الخيل الحديثة في قالب عصري يبهر أهل الغرب كما هم أهل الشرق.
خلال الشهر الماضي كانت كأس السعودية العالمية حديث أهل الخيل في أمريكا ولندن ونشرت الصحف الغربية على صدر صفحاتها الأولى ميلاد هذا السباق الذي سيكون ملتقى فريداً لأباطرة خيل العالم وعلى أرض السعودية في تجربة نادرة لم تبلغ مداها الكلي في نطاق فكرة العولمة إلا في كأس السعودية العالمية التي ستكون الوجهة المفضّلة للخيول العالمية وخصوصاً الأمريكية التي ستأتي في رحلة ملحمية ستقطع خلالها نصف الكرة الأرضية من أجل أغلى سباق في العالم وبنكهة سعودية عالمية والذي يعد الرابح فيه هو الحاضر والخاسر فيه هو الغائب؟!
تلك هي الصورة الواضحة لهذه البطولة العالمية وتلك الخيول الأبطال التي ستأتي إلى الرياض وكأسها العالمي لتتنافس فيما بينها على أرض محايدة ووفقاً لشروط عادلة تحيط بها النزاهة والشفافية.
إن قيام هذه البطولة على أرضنا هو الفوز الحقيقي وليس عبور الخيول الأمريكية أو غيرها لخط النهاية وإن لكل سنة خيولها وألقاب السباق ستذهب لمن يستحقها غير أن اللقب الأكبر للنجاح والتميز والإنجاز سيبقى في عاصمة العرب وذلك والله هو البعد الرياضي في شخصية أمير المستقبل محمد بن سلمان أيّده الله بنصره وتوفيقه.