سعد بن عبدالقادر القويعي
يستنتج صانعو السياسة الإسرائيلية، أن تصعيداً خطيراً في لبنان، سيبقى في إطار الممكن، إذا اعتبرنا أن خطر الحسابات الخاطئة وارد بشكل كبير؛ باعتبار أن حزب الله الإرهابي لا يزال مستعداً للمغامرة نحو نشاطات عالية المخاطر، تنطوي على احتمالية التصعيد في المنطقة، -إضافة- إلى التحديات غير المسبوقة لخوض الحرب، وإنهائها، مع إمكانية اندلاع حرب إقليمية مستعرة، والذي سيجعل هذا الأمر أكثر تعقيدا من ذي قبل، -خصوصاً- بعد تصريحات أمين عام حزب الله، وإعلانه صراحة أنه جزء من أيّ حرب بين إسرائيل، وإيران.
في نزاع مستقبلي، من المتوقع أن يصدر حزب الله تهديدات تفوق إمكانياته العسكرية الحقيقية؛ إذ ثمة دلائل على احتمال وقوع صراع كارثي في المستقبل القريب؛ ولذا تستحق الأحداث الجارية التحليل الدقيق؛ الأمر الذي سيحققه النطاق الأوسع للحرب المحتملة إن وقعت، وبخياراتها العسكرية الجديدة ضد حزب الله؛ مما سيوسع القدرات الإسرائيلية إلى أبعد حدودها في المنطقة. وسينطوي هذا السيناريو على إمكانية التصعيد، أو الامتداد إلى جبهات قتالية؛ شريطة أن تكون عوامل التمكين الحاسمة أشد حدة، وأن يكون العمل على الإسراع بإنهاء الحرب بشروط مؤاتية؛ لمنع خسارة مكاسب الحرب.
كل ما سبق، ستضع السيناريوهات لبنان المختطف من حزب الله أمام تحديات مرحلة جديدة بدأت، ولن تتورع إسرائيل -يوماً- عن الاستمرار في الاشتباكات مع لبنان -براً وبحراً وجواً-، وتمتعها بحرية التصرف؛ لتحقيق أهدافها الحربية، -وبالتالي- تعزيز مصالحها في مواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة، وتقليصه؛ حيث إن حزب الله لن يتمكن من الصمود في وجه أيّ حرب صغيرة كانت، أم كبيرة. وما لم يتخذ قادة لبنان موقفاً لتجنيب البلاد حرباً لا ناقة لهم فيها، ولا جمل.. فلا أستبعد أن تحال لبنان إلى خراب قادم؛ لأنه لا يملك مقومات صمود، واقتصاد قوي.