احمد العجلان
يتبادر لذهني دائمًا سؤال يقول «اللاعب السعودي إلى أين؟». وعندما يتبادر هذا السؤال فله مبرراته التي تجعله يتحول من مجرد سؤال عابر إلى (هاجس) لشخص مهتم بالرياضة السعودية. أعتقد أن من أوصل اللاعب السعودي لهذه الحالة التي هو فيها الآن أطراف عدة، من بينها عوامل إدارية، وأخرى فنية، وثالثة تتعلق باللاعب نفسه. أما العوامل الإدارية فهي سوء تخطيط وإدارة بالدرجة الأولى؛ فهناك أندية كبيرة جدًّا على مستوى المملكة لا يوجد لديها ملاعب كافية، وأخرى تعتمد على كوادر فنية ضعيفة، وثالثة الدخول لتدريبات الفئات السنية فيها أصعب من الدخول لأماكن حساسة حول العالم. نعم، لهذه الدرجة الوضع متأزم؛ فالواسطة تطغى على العمل، والموهبة ليست أولاً إلا في أندية معينة وقليلة. أما الأزمة الفنية فهي مرتبطة بالأَولى بالأجهزة الفنية التي يتم اختيارها للفئات السنية؛ فهم مدربون ضعفاء، ولا يستطيعون بناء جيل من اللاعبين. وفيما يتعلق بما يخص اللاعب السعودي نفسه فبعد أن يجد الطريق سالكًا له للوصول نُفاجَأ بأزمة فكر لهذا اللاعب وذاك، ويتسبب ذلك في أن لا نخرج بأفضل ما لديه؛ فتجد الأندية والجمهور والإعلام يسعون لإيجاد حلول لأزمات يدخل فيها اللاعب بسبب سوء عقليته، وطريقة تفكيره وتعاطيه مع الأحداث. اليوم من السهل طرح المشكلة، وكذلك من السهل طرح الحلول، ولكن الذي يبدو لي أنه صعب جدًّا هو العمل. الأندية بحاجة للتخلص من الحرس القديم، ومنح الفرصة للكفاءات الشابة المتحمسة، والبدء من الأسفل في الفئات العمرية وصولاً للفريق الأول. يجب علينا أن نعيد الترتيب؛ فليس من المعقول أنه لا يوجد لدينا لاعبون جيدون في بداية العشرينيات. فأكثر اللاعبين السعوديين الجيدين هم في سن الثلاثين عامًا. انفضوا الغبار، واعملوا؛ فاللاعب السعودي والمنتخب السعودي يستحقان أكثر مما يحصل..!