عبد الله باخشوين
للتشاور والتنسيق لدورة الخليج العربي الرابعة التي أقيمت في دولة قطر في مارس 1976 والتي تشارك فيها دولة العراق لأول مرة.. قام الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير فيصل بن فهد -رحمه الله- في أواخر عام 1975 بعدة زيارات رسمية في جولة بدأت بدولة قطر.. ثم اتجهت لدولة العراق.. قبل أن يزور جمهورية مصر العربية؛ ضمت وفداً صحفياً كبيراً، أذكر منه الأساتذة الزملاء: عبدالرحمن السماري وعبدالله الضويحي وعلي الرابغي وعبدالعزيز الشرقي وصديق جمل الليل وعبدالله بامهير وأحمد الطويرقي.. و... أنا.. قد تقول: (إيش جاب الشامي للمغربي).. على اعتبار أنني محسوب على أهل الثقافة.. ولا علاقة لي بالرياضة من قريب أو بعيد.. ولكن عدم وجود محرر رياضي متفرغ لمجلة اقرأ في تلك المرحلة من انطلاقتها جعلت الدكتور عبدالله مناع رئيس التحرير يرشحني لمرافقة الوفد.
أفرحتني فكرة المشاركة.. لسبب وحيد.. هو أن الروائي السوداني الكبير الطيب صالح موجود في دولة قطر ويعمل كمستشار إعلامي.. وأنا أريد أن ألتقيه لأقدم له دفتر مجموعة قصصية لقراءتها، وكتابة مقدمة لها إن أمكن.. غير أن ذلك اللقاء لم يتم وأصبحت على هامش الوفد الصحفي وسط استغراب ودهشة الجميع.
أما دولة قطر في وجود الأمير القطري الأب (الذي خلعه ابنه فيما بعد) فقد كانت قد دخلت لتوها في تبني مسار ثقافي وإعلامي جديد في محاولة لأن يواكب التطور الثقافي والإعلامي في كثير من الدول العربية.. وبدأ ذلك بمجلة (الدوحة) التي تناوب على رئاسة تحريرها عدة وجوه كان أبرزها الناقد المصري الشهير (رجاء النقاش) الذي جلب معه عدة وجوه ثقافية ومعروفة.
أما على المستوى الإعلامي فقد تم اختيار الطيب صالح باعتباره وجهاً إعلامياً شهيراً.. عمل في هيئة الإذاعة البريطانية الـBBC لسنوات غير قليلة وأصبح في قطر هو (المهندس) الذي وضع القواعد والأسس التي تعد هي النواة أو القاعدة الأولي لـ(قناة الجزيرة) وجلب لها كل أصحاب الخبرات الإعلامية التي زاملها في الـBBC.
طبعاً انتهت مغامرتي الرياضية عند هذا الحد.. الذي لم يزد على الصحبة والمرافقة للتغطية الإعلامية التي جعلت الدكتور المناع (ينفرس) من الغيظ.. فلم أرسل عن أخبار تلك الرحلة ولا حتي حرف واحد وكان أي زميل في اقرأ يعيد صياغة الأخبار التي تنشرها الصحف اليومية وتنشر على نها من مندوب المجلة.
وكانت له تجربة أخرى معي حين تم انتدابي لتركيا لتغطية أخبار قمة وزراء خارجية العالم الإسلامي.. ولم أرسل حرفاً.. لأنني كنت أرى أن التغطية (الهاتفية) لا تفيد الصحف الأسبوعية في شيء وهذا خطأ مهني فادح.. فأنا لست (سوسة) أخبار.. وتمتعني كتابة التحقيقات، أما أساتذة (الأخبار) فأبرزهم الأستاذ فهد العيسى الذي نعتبره النواة الأساسية لوكالة الأنباء السعودية.. وقائمة أخرى (قصيرة) من الزملاء الموهوبين الذين يستطيعون استخراج الخبر من مصادره في ذلك الزمن الذي سبق التقنية والذي نطلق عليه مسمى (انته وشطارتك).