فهد بن جليد
أقترح على هيئة الترفيه وضمن موسم الرياض إطلاق (مبادرة أغاني الصم الترفيهية) لتشاركنا هذه الفئة في كل مكان الفرحة والاستمتاع بجمال بعض الأعمال الفنية وإيقاعاتها، فهناك أكثر من نصف مليون سعودي (شبه معزولين) عن الاستمتاع بالأعمال والأنشطة الترفيهية الغنائية والفنية - بعيداً عن مُجرَّد ترجمة الكلمات فقط- ومن حقهم علينا العمل على إسعادهم ورسم البهجة على محياهم وهو جهد إنساني لن تغفله الهيئة بكل تأكيد.
قبل عدة أيام شاهدت (شاباً أصمَّ) يتمايل بصمت ويبتسم مُمسكاً بهاتفه، اعتقدت (للهولة الأولى) أنَّه يتحدث مع شخص آخر، ولكنَّني اكتشفت بأنَّه مُندمج مع مقطع غنائي سعودي تُرجم إلى لغة الإشارة ببساطة، شدَّني الفضول للدخول على (اليوتيوب) ومتابعة أعمال واجتهادات شبابية سعودية أخرى مبعثرة من هذا النوع، تحتاج من يجمعها وينظّمها ويضع لها معايير وأطر مُتفق عليها، من حق هذه الفئة الاستمتاع بالإنتاج الفني والشعبي الغنائي الذي يتابعه المجتمع، فكل شيء يترجم لهم إلا الموسيقى والأغاني وإيقاعاتها والشعور باللحن ومعانيه ودلالته والاستمتاع به الذي لم تتبناه أي جهة رسمية حتى اليوم - فما زالت- ترجمة بعض هذه الأعمال تعتمد كلياً على تلك (الاجتهادات الشخصية) لبعض الشباب والمهتمين السعوديين، أو من لديهم أشخاص أو أصدقاء من فئة الصُّم والبكم، ويريدون أن يسعدوهم ليعيشوا معهم تلك اللحظات بعيداً عن ترجمة تلك الأغاني كأحرف فقط، بل ترجمة الأحرف بإيقاعاتها وألحانها الفنية.
الصم والبكم مثل بقية البشر لهم الحق بالاستمتاع بالأعمال والإيقاعات الفنية الصوتية، فحتى يحين الوقت الذي يتمكَّن فيه العلم والطب من علاج مشكلتهم لا يجب أن نحرمهم من هذا الحق، هناك تجارب عربية عديدة ظهرت مؤخراً نقدّرها وهي تستحق الدعم والترحيب، ولكنَّني مُتأكد بأنَّ الشباب السعوديين لهم الريادة والأسبقية والقدرة في ذلك، فالمقاطع التي تحوي أغاني وشيلات سعودية بلغة الإشارة تشهد لهم، وهيئة الترفيه -برأيي- هي الجهة الأجدر اليوم بدعم تلك (الجهود والمواهب السعودية) لترجمة أعمال ترفيهية وفنية جديدة تسعد هذه الفئة الغالية، وأنا متأكد أن مجتمعات وجهات أخرى في العالم العربي والمنطقة ستتبع وتنتهج ذات النهج بحسب ثقافة ولهجة كل مجتمع، خصوصاً أنَّ موسم الرياض استثنائي في كل شيء، ومن المؤكد أنَّه لن يغفل إسعاد تلك الفئة وإدخال بهجة الترفيه الغنائية الفنية إلى حياتهم، علماً أنَّ تلك الأعمال ستبقى في أجهزة هؤلاء يعيدون الاستمتاع بها في كل وقت وحين.
وعلى دروب الخير نلتقي.