د. عبدالحفيظ عبدالرحيم محبوب
في ظل أجواء متقلبة للاقتصاد العالمي من جراء الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، التي أدت إلى انخفاض الأسعار نحو 20 في المائة منذ أن سجلت أعلى مستوى لها في 2019 في شهر أبريل بسبب مخاوف النمو وتوقعات ضعف الطلب النفطي.
رغم ذلك تتولى منظمة أوبك اهتمامًا واسعًا لقضية فقر الطاقة التي تدعم أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة بجانب تأكيدها على استخدام مزيج متنوع من موارد الطاقة لتخفيف هذه المشكلة مستقبلاً.
اتفاق باريس لمكافحة تغير المناخ يوفر الفرصة لمواجهة تحديات المناخ بطريقة عادلة، الذي يؤكد قيمة الحوار والتعاون الدوليين، باعتبار أن اتفاقية باريس نقطة البداية لتحفيز العمل الجماعي لتنفيذ اتفاق باريس وسيكون دور «أوبك» من جعل صناعة النفط جزءًا من حل مشكلة تغير المناخ، وتشارك «أوبك» في تقديم مساهمة كبيرة في مواجهة تحديات العصر حيث التاريخ الطويل لـ»أوبك» نحو 60 عامًا لتأسيسها في بغداد عام 1960 يجعل القيام بأنشطة تتفق مع مبادئ الأمم المتحدة ومقاصدها، لذلك تشارك «أوبك» في جميع المنظمات ووكالات الأمم المتحدة وبشكل خاص مؤتمر الأمم المتحدة (الأونكتاد) والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي.
فـ«أوبك» منظمة حكومية دولية تأخذ مبادئ التعددية على محمل الجد، حيث اجتمعت 24 دولة للعمل من أجل الاستقرار المستدام لأسواق النفط ولمصلحة جميع المنتجين والمستهلكين والاقتصاد العالمي، ما يعني أن هناك أهمية زيادة جهود التعاون المشترك بين «أوبك» والأمم المتحدة فيما يتعلق بتطوير الموارد البشرية بشكل خاص وإتاحة الفرصة أمام الابتكار ودعم الكفاءات من أجل الوصول إلى أفضل أداء للمنظمة.
لذلك تدعم «أوبك» مبادرة الطاقة المستدامة للجميع التي أطلقت عام 2011 التي تحولت إلى منظمة دولية تعمل مع قادة في الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني لدفع مزيد من العمل السريع نحو تحقيق التنمية المستدامة بحلول عام 2030 بالتكامل مع اتفاق باريس الذي يدعو إلى الحد من ارتفاع درجة حرارة المناخ إلى أقل من درجتين مئويتين. هناك قلق لدى المسؤولين حول فقر الطاقة الذي ما زال آفة عصرنا حيث يوجد ما يقرب من مليار شخص في جميع أنحاء العالِمَ لا يحصلون على كهرباء ونحو ثلاثة مليارات شخص لا يحصلون على وقود نظيف. وستكون كفاءة الطاقة والابتكار التكنولوجي حاسمين حول معالجة آفة فقر الطاقة، وتحرص «أوبك» حول قضية كفاءة الطاقة وتعطي لها أولوية كونها وسيلة لإطلاق مستقبل خالٍ من الكربون.
«أوبك» تفخر بدورها في النظام متعدد الأطراف وتواصل العمل عن كثب مع الأمم المتحدة حول التزامها التصدي لتحدي المناخ وتحرص على التعاون بينها وبين اتفاق باريس لتحقيق هدف حماية المناخ.
تستورد الولايات المتحدة أكثر من سبعة ملايين برميل يوميًا من النفط وتصدر نحو ثلاثة ملايين برميل يوميًا فيصبح صافي ما تستورده أمريكا نحو أربعة ملايين برميل يوميًا، لذلك تتخذ الولايات المتحدة من المخزونات النفطية الخام والبنزين في الولايات المتحدة للتحكم في العرض والطلب العالمي من أجل توجيه الأسعار لصالح أنها دولة مستوردة. في المقابل البلدان المصدرة للنفط «أوبك» الـ14 عضوًا ضخت 29.61 مليون برميل في أعسطس 2019 وهو أدنى مستوى لمجمل إنتاج «أوبك» منذ 2014، وما زالت السعودية مستمرة في خطتها لتقييد الإنتاج بأكثر من مستهدف اتفاق لخفض الإمدادات تقوده «أوبك» لدعم السوق ويستمر أعضاء «أوبك» الـ11 الذين يشملهم الاتفاق حتى مارس 2020 في مسعى لتقليص المخزونات.