لعينيك ألقى الشوق ألفَ حكاية
فأوجع مني القلبَ واسْتَوْهَن القُوى
لهذي التي قد سار شعري بحسنها
وغُرُّ قصيدي في هواها فما غَوَى
فأطرب أهل العشق حتى إذا غووا
تلبَّسَهم في غيهم صبوة الهوى
تغنوا بها بين الملاح وما دروا
بأن لأهل العشق قلباً قد اكتوى
كفاك بأن العاشقين إذا سرى
بهم طائف الأشواق ما قارفوا النوى
ولا نازعوا عشاق دنيا بسعيهم
بأعراضها حتى وإن هَمّ أو نوى
وألقوا إلى قلبٍ بحبك مغرماً
تسابيحَ شوق ما خبا بعدُ أو ذوى
إليك يحارُ العارفون بحالهم
وكيف يجيء العشق قيثارة الجوى
وإن وردوا نبع الشفاه صوادياً
فما ملَّ منها عاشق وإن ارتوى
وما ملَّتِ الأسماع حلو حديثها
وما كل حسنٍ في تكامله سوى
تذكرتها أيام يحلوبذكرها
زمان مضى في ذكرها نعم ما حوى
ونعم التي في القلب كَيُّ غرامها
تمكن حتى أوجع السمعَ ما روى
فلا توجعي حلماً وصبوة عاشقٍ
ولا توقظي ذكرىً بها البَيْنُ ما ارعوى
لديك يحار القلب سيفك صارم
فيا ظلمه سيف وما اقْتُصَّ من غوى
** **
أحمد الصالح - مسافر