عبدالسلام بن عبدالله العنزي
كنا اثني عشر دارساً في معهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية التابع لوزارة الخارجية وكان من ضمن البرنامج دورة في المفاوضات الدولية في معهد اليونتار التابع للأمم المتحدة في جنيف، تخلله زيارة واطلاع على عمل العديد من المنظمات الدولية.
وفي تجوالنا في البعض منها وحضور جلسات لبعض الهيئات والمنظمات الدولية، عرض علينا الانخراط بالعمل لديهم، إلا أنه كان هناك عائق واحد ومهم بالنسبة للأغلب فينا، وهو العائق المادي والمميزات التي لم تكن كافية حينها. ففي هذه المنظمات والهيئات الدولية، شاهدنا العديد من الجنسيات الأجنبية وكذلك بعض الجنسيات العربية ليست الخليجية من بينها.
ومنذ تلك الفترة ولغاية اليوم وقبلها وأنا أشاهد في بعض الأحيان صدور مختلف التقارير السلبية عن المملكة وخاصة الحقوقية منها، وما يتعلق بجانب الفرد والمجتمع والأسرة والإنسان بشكل عام. ادعاءات باطلة بلا شك في مجملها بنيت على نزوات أشخاص يكنون لمملكة الإنسانية العداء إما الأديلوجي أو السياسي.
فدهاليز المنظمات الدولية مليئة جداً بالأشخاص ذي الميول المختلفة الحسنة منها والسيئة التي تقوم بصناعة التقارير وفبركة الأخبار المسيئة والمسيسة والتي ترفع غالبها لتشكل أداة ضغط سياسي ولكن بصناعة محترفة ومزيفة.
فالعديد من المنظمات والهيئات الدولية سواء الحكومية منها أو غير الحكومية، وكما يعرف المختصون أنها تخضع لتأثيرات خارجية قد يكون من أهمها:
أولاً: تأثير دولة المقر على سير عملها.
وثانياً: ميول العاملين فيها ومعتقداتهم وتوجهاتهم السياسية وبالتالي التأثير على صناعه التقارير والمشاريع.
وثالثاً: الدول الداعمة لها مالياً التي تمتلك أجندات سياسية، صاحبة التواجد أو الصوت المتابع فيها.
فنحن في المملكة نعد من الدول الأكثر دعماً من الناحية المادية لكثير من المنظمات والهيئات الدولية كالأونروا والمفوضية السامية للاجئين واليونسيف ومنظمة هيئة الغذاء والدواء وغيرهم كثير. ولكن أين التواجد للعنصر السعودي فيها؟ وأين أبناؤنا؟ وما تأثيرهم؟ هذا السؤال يحتاج لإجابة عميقة. فلو نظرت فقط لمنظمة مثل «هيومن رايتس ووتش» وللعاملين فيها سوف تجد فيها شخصية انتهازية ذات أصول عربية ويحمل جواز سفر أمريكي، ألا وهو المدعو أحمد بن شمسي، الذي طرد قبل فترة من الجزائر شر طردة ومنع من دخولها لمشاركته بإحدى المظاهرات ضد الحكومة الحالية، كما يعمل لدي المنظمة بمسمى مدير التواصل والمرافعة لقسم الشرق الأوسط، هذه الشخصية الانتهازية التي تعد التقارير الكاذبة والمضللة عن المملكة ولو بحثت عمن يمولها لاقتنعت أكثر بضرورة وجود أبناء المملكة المخلصين في كل منظمة دولية.
فهنا أود التنبه على أن الأمر يجب أن لا يقتصر على الدعم المادي فقط، ندعم مادياً ولكن نركز على أهمية تواجد للشخصية السعودية المدربة التي تملك المعرفة الكاملة لسياسة بلدها، ولديها القدرة الخاصة للتفاعل والاندماج في عمل تلك المنظمات والهيئات والمؤسسات الدولية، ناهيك عن ضرورة دراسة استضافه مقار لعمل ولجان وأفرع بعض المنظمات الدولية الهامة والحساسة منها في المملكة.