بريدة - خاص بـ«الجزيرة»:
نبّه متخصص في العلوم الشرعية من الاجتهاد الذي يقوم به البعض بـ«تنبيش» أحوال الآخرين حول وضعهم الأسري بأسئلة فضولية، محصلتها تحفيزهم على الزواج مرة أخرى، وفرش الطريق لهم بالورود، وعرض ما لديهم من قوائم، تحمل أسماء بل صورًا، يسوقها على من هب ودب، وكأن المرأة أو الزواج ذاته سلعة، يتم التعامل معها بهذه الطرق المهينة لهو هدم للكيانات الأسرية. مشيرًا إلى أن الناس منذ القدم وهم يعرفون ويتعارفون، ومجالسهم واجتماعاتهم الأسرية وسيط آمن لمن أراد السؤال أو الخطبة ونحوها، وننسى أن بعضنا يثرثر بالحديث عن الزواج في كل مناسبة وغير مناسبة؛ وهو ما يجعل الموضوع يأخذ منحى شهوانيًّا دون متطلباته المعروفة، وقد تنشأ الفكرة من تحدي الزملاء، أو تأمين المهر فقط، أو خصومة عابرة بين الزوجين ونحوها، ثم يُفاجَأ الإنسان بأن الأمر له ما بُعده، ثم ينسحب بعد خطوة صعبة لأصعب منها.
وقال الدكتور صالح بن عبدالعزيز التويجري أستاذ العقيدة المشارك بجامعة القصيم إن الزواج من ثانية قرار يختلف عنه في الزواج الأول من حيث الفكرة والخطوة والتصور والحاجة.. وتلك قضية شخصية، ليست محل استطلاع الرأي العام المحيط بك، أو ترفًا وفضولاً وتمكُّنًا ماليًّا فقط.. وإذا لم تكن على تصور لمسؤولياته فسوف تكون قلقًا من تبعاته، ويتحول إلى مفاجأة، قد تصدمك حقيقته.. فيجب أن تنبع منك أنت، وليست استنهاض مجالس الأصدقاء أو إغراءات أو تحديات أو انطباعات سريعة لتصوير يختلف حاله عن حالك.
وبيّن الدكتور صالح التويجري أن التعدد له مرحلته العمرية، وله أسبابه، وله مسؤولياته؛ فلا يصلح فيه القياس ولا المجاراة أو التجربة المجردة، ويجب الحذر من تشويه التعدد بأنه نصيب مَن تأخرت أو طُلقت أو فيها قصور أو.. إلخ؛ فهذا قدرها، وقسمة ونصيب، ومن حقها أن تقبل أو ترفض ولو لم تكن كذلك. مشيرًا إلى أن التعدد غالبًا للتجربة، والسن فيه نصيب كبير؛ فلا يُستشار فيه الشباب أو حديثو الزواج، ولا مثقفو الكتب فقط؛ لأنها معلومات وتنظير أكثر منها تجربة سبق أن اقتُرحت للقضاء على العنوسة (أرض وقرض وأولوية في التوظيف لمن تزوج من الشباب والشابات). ونحن بحاجة ماسة لثقافة الصبر عمليًّا، وليس علميًّا، وثقافة حسن التقاضي والتسريح بإحسان عمليًّا.
وأضاف قائلا: قد يفهمني خطأ أناس لن أجرحهم هنا، وآخرون يسيطر عليهم همّ العنوسة.. وهذا باب عظيم، وله طرائقه وحلوله. أقدر وأحترم الاختلاف في وجهات النظر والحلول، وفي الوقت نفسه يعجبني كل من يحث الشباب والشابات ويشجعهم على المبادرة والعفاف، ويقف معهم في تذليل العقبات، ويقدم لهم استشارة خبير.