الكاتب المغربي هشام مشبال صدر له عن منشورات ضفاف اللبنانية رواية بعنوان بيت النار.. وجاء في جزء من الرواية:
قال الشيخ لفلورا:
ألما يا ابنتي كانت مثل فراشة.. تحلق.. وكانت تضيء ليل الجبهة وتضيء هذا القلب.
هي في خيالي باستمرار.. تجري وسط الأشجار والورود وتطير.. تدير ظهرها للجبهة وتواجه البحر بيدين مشرعتين للريح وتبتسم.. أرقبها تحت النخلة مثل زهرة برية يافعة تقاوم الظلال الباردة.
حكى الشيخ أنهم جميعًا كانوا يصعدون جبل مرسى الدار في بداية الخمسينيات يعزفون فوق قمته العالية.
تلمع عيناه ألما وسعادة وحنيناً وهي تضحك للشمس بينما الشيخ يعزف وهو يتشرب رحيق عينيها الضاحكتين..
تضيء خصلات شعرها وتضيء قلبه.. يختلس النظر إليها وهو يواصل العزف على العود.. وحين أراد ذات مساء ربيعي عذب أن يهمس في أذنيها بارتعاش، قالت له وهي تنسحب مثل الغروب:
- لا تقل شيئاً.. إنني أراه في عينيك.