لقد تم تدشين مدارس الطفولة المبكرة برعاية أمير الرياض الذي سعدنا بكلامه الذي حفّز الجميع. وإن تقديم كل التفاصيل عن تلك المدارس، واطلاع وسائل الإعلام على نموذج من هذه المدارس التي تم الانتهاء من بنائها وتأثيثها، والتأكُّد من جاهزيتها، يعتبر خطوة جميلة، تُحسب لوزارة التعليم ولوزير التعليم كذلك. وتلك الشفافية من قِبل معاليه لنا نحن الإعلاميين والصحفيين جعلت الجميع يتفاءل بكل الخير، وأن هناك خطوات جادة لتحسين جودة التعليم، واعتبار الطفل ركيزة أساسية في العملية التعليمية، وأن الاهتمام بالطفل منذ سنواته المبكرة شيء جميل، والأجمل من ذلك مواكبته الرؤى المستقبلية والتطلعات الكبيرة التي تسعى وزارة التعليم لتحقيقها لدعم برامج التحول الوطني ورؤية المملكة 2030، التي حقيقة تساعد على تحقيق تطوير منظومة التعليم، وتحسين نواتج التعلم، إضافة إلى تطوير رياض الأطفال، ورفع نسبة التحاق الأطفال بها؛ لتصل إلى المستويات العالمية، وردم الفجوة في التدريس بين مرحلة رياض الأطفال ومرحلة الصفوف الأولية، وزيادة تأنيث التدريس، ورفع كفاءة استخدام المباني المدرسية.
وكان من ضمن تخطيط وزارة التعليم أنها تسعى لتوفير فصول دراسية جاذبة وملهمة لكل من البنين والبنات، وفق خيارات متنوعة؛ إذ سيتم تأهيل 3313 فصلاً دراسيًّا لرياض الأطفال لاستيعاب 82825 طالبًا وطالبة، وتجهيز 3483 فصلاً دراسيًّا للصفوف الأولية في مدارس الطفولة المبكرة لاستيعاب 80675 طالبًا وطالبة. وهذه الخطوة سوف تحقق الكثير.
حقيقة جهود جبارة للعناية بجيل المستقبل.. وبالفعل أشارت الدراسات الكثيرة في علم الدماغ والأعصاب إلى أهمية مرحلة الطفولة المبكرة، التي نعرفها هنا على أنها الفترة ما بين سن الثالثة وسن الثامنة؛ إذ توضع فيها أساسيات التنمية البدنية والاجتماعية والعاطفية والذهنية، وتتطور هذه المهارات بشكل متزامن، وبصورة متداخلة ومترابطة فيما بينه وبين من حوله. ويعتمد التطور في كل مرحلة على القدرات التي حققها الطفل في المرحلة السابقة؛ لذا تم إسناد مرحلة الطفولة المبكرة وتدريس طلاب الصفوف الأولية للمعلمات في فصول دراسية منفصلة عن الطالبات داخل المبنى المدرسي. ولو نظرنا لأهمية هذه المرحلة عند علماء النفس، والحاجات النفسية لمرحلة الطفولة المبكرة نجد اعتماد الطفل الكبير قبل دخوله المدرسة يكون على الأم، وحتى لا يصاب بحالة انفصال مؤقت قد تؤثر في النمو النفسي لطلاب الصفين الأول والثاني يجب على المعلمة أن تتعامل مع الطفل تعاملاً يتشابه كثيرًا مع دور الأم التفصيلي المتسم بالاهتمام والرعاية التي يحتاج إليها الطفل في هذه المرحلة.
لذا لا بد من التدريب والتأهيل، وضرورة إعداد معلمات الطفولة المبكرة بدورات مكثفة في علم النفس ونظريات الطفولة المبكرة للتعامل مع الأطفال؛ لكي ننجح في تحقيق الهدف الذي يلبي حاجات الطفل النفسية والعمرية والعلمية. وهذه هي المرحلة الأولى من مراحل المدرسة التي تدرب الطفل على التفكير بشكل سليم، وتؤمِّن له الحد الأدنى من المهارات، والمعارف، والخبرات التي تهيئه للحياة، ولممارسة دوره كشخص منتج داخل نطاق التعليم النظامي،
وكذلك لأن هؤلاء هم أجيال الوطن، والاهتمام بهم في تلك الفترة مهم في تنشئه الجيل لخوض معترك الحياة؛ لذا لا نستعجل النتائج، ولننظر للمستقبل بمنظار جميل، ولنبارك هذا المشروع، ولندعمه؛ ليحقق نتائجه المهمة في تحقيق نواتج للتعليم مميزة. وستثبت الأيام جودة القرار وأهميته؛ كونه يهتم بالطفل الذي هو عماد المستقبل.