استبشر المجتمع خيراً من خلال ردود الأفعال الإيجابية والمؤيدة بشدة لخطوات وزارة التعليم الواثقة نحو تطوير التعليم من خلال قرار دمج مراحل الصفوف التعليمية الأولى في مدرسة واحدة وفصول منفصلة وتحديث المناهج. كلاهما كان مطلباً تربوياً تعليمياً ثقافياً يرى أغلبية شرائح المجتمع أنه يسهم بشكل فعال في تغيير أشياء كثيرة وذو فوائد عظيمة.
دمج تعليم الصغار سيسهم في تشكيل الوعي الجمعي لأطفالنا كي يروا الحياة بمنظار مختلف وبعيداً عن الأوهام المريضة والخيالات المضللة فإن الأطفال بهذا العمر يحتاجون للمعلمة أكثر من حاجتهم للمعلم فهم سيتعاملون مع أم حانية يجدونها في الفصل تستقبلهم بكل رحابة صدر مكملة لدور الأم التي ودعتهم في المنزل، الرعاية والعناية والاهتمام التي تقدمها المرأة (المعلمة) والاستقرار النفسي الذي سيشعر به الصغار لن يجدوه حتماً عند المعلم (الرجل) وفي هذا العمر تحديداً هم بحاجة لأم أخرى تتفهم احتياجات الأطفال وتكون أقرب إليهم.
دراسات كثيرة وأبحاث كثيرة قرأتها في هذا المجال وكلها تتحدث عن أهمية تلقي تعليم الأطفال على يد سيدات وأن ذلك أفضل بكثير من قيام رجل بتلك المهمة/ هذا الاختلاط المحمود بين الأطفال سيعمل على كسر الحواجز النفسية والمصطنعة ليعيش هؤلاء الأطفال براءة الحياة في مجتمع طبيعي ويكونوا قادرين على التعايش مستقبلاً بشكل سوي ، يتعلمون من بعضهم الهدوء والإيجابية كي يكونوا أسوياء مستقبلاً ويتعاملون كأخوة فهذا الطالب والطالبة كأنهم أولئك الإخوان في المنزل وإسناد هذه المهمة لأنثى سيجعل من الأمر أكثر سهولة من أجل التقارب بينهم ومباركة براءة التفكير في عقول هؤلاء البراعم النائشة في نظرة بعضهم لبعض وكونهم بحاجة للعاطفة وطبيعة الأنثى تناسب تلك المهمة والدمج له شق اقتصادي أيضا فذلك سيعمل على توفير المدارس التي يتم بناءها لكل منهم على حدة ويوفر تكاليف باهظة من تلك المباني التي تقوم الوزارة بتأجيرها وصيانتها كل عام ويوفر الوظائف للنساء المعلمات.
سيدرك الأطفال من خلال دمجهم في صفوف واحدة أن الطرفين موجودان وأن الاحترام المتبادل بينهم ركيزة أساسية لتسمو الأخلاق ويتم تهذيب النفوس منذ الصغر وتعزيز لروح التنافس بينهم وتكون رسالة المدرسة أن هذا الطالب هو أخوك وهذه الطالبة هي أختك تتعامل معها كما تتعامل مع أختك الصغيرة في المنزل، كان من المفترض حقيقة أن يتم تطبيق هذا القرار منذ سنوات طويلة واعتقد أننا تأخرنا كثيراً في تنفيذه لكن أن تصل متأخراً خير من ألا تصل أبداً.
أعتقد أن القائمين على المشهد التربوي والتعليمي استشعروا أخيراً أنه من الأهمية بمكان دمج الصفوف الأولية وإن كنت برأيي أعتقد أنه من الأفضل أن يتم دمج الصفوف الابتدائية كلها الأولية والعليا كونهم يبقون أطفالا.
خطوة مباركة وإعمال للعقل وتحريك للتفكير وإسقاط للوصاية على العقول ولهذا وجد هذا القرار الترحيب والتأييد من أطياف المجتمع في مختلف مدن المملكة وقراها من أولياء أمور الطلبة وذلك بحسب تتبعي لردود الأفعال وقياس مدى الرضى الشعبي الذي يدل على استنارة ووعي المجتمع السعودي.
برأيي ككاتب رأي أن المناهج الجديدة أيضا ستشكل نقلة نوعية كبيرة في أذهان الطلاب رغم أن ما تم تداوله قليل جدا حول ذلك لكنني اطلعت على ما أثلج صدري من هذا القليل فقد شعرت أن كتب أولادنا بدأت تتطهر من النَّفَس الاخونجي الذي كان مثلاً يعمل على خداع عقول أبنائنا من خلال الهالة من القداسة التي يضفيها على دولة بني عثمان الاستعمارية الغازية للأراضي العربية رغم مطالبة المثقفين والمستنيرين منذ سنوات بكشف هذا الزيف وتبيان حقيقتها للطلاب الذين يدرسون هذه المناهج وفضح الجرائم التي قامت بها تلك الإمبراطورية العصملية التي توصف زوراً بالخلافة الإسلامية بينما هي غزو تركي لبلاد العرب بكل بساطة ونهب لخيراته وثرواته واستعلاء كان يمارسه الأجنبي في بلاد العرب في احتلال غاشم لمعظم أراضيه حتى يسر الله للمجتمعات العربية طرد العثمانيين من كل مكان. قرأت فيما قرأت انتصاراً للثقافة المحلية وتبياناً للمقاومة التي بذلها السعوديون القدامى والتضحيات حتى يتم طرد العثمانيين من كل شبر من أجزاء جزيرة العرب وقد تم الحديث عن المجازر التي فعلتها هذه الدولة المجرمة من قتل وتشريد طال حتى أفراد العائلة الحاكمة السعودية فضلاً عن عامة الناس.
شعرت بالفرح أن وزارة التعليم قد بدأت التغيير الحقيقي وأن ايدولوجيا الاخونج بدأت تحتضر فيما يختص بمناهج طلابنا وأن التغييب الممنهج للوعي ولى إلى غير رجعة حين قرأت عن سفر برلك في مناهج المرحلة المتوسطة الجديد، إدراج كتاب غازي القصيبي في الإدارة للمرحلة الثانوية لتخصص الإدارة أمر مبهج يدل على انبلاج فجر جديد من الوعي والتحديث والتطوير وانتصار للإنسان السعودي.
تضحيات الآباء والأجداد والاعتزاز بتاريخهم ونضالهم الوطني المشرف والحديث عن معاركهم ضد الغزو العثماني بشكل صريح وواضح وكذلك الحديث عن الحضارات العربية القديمة والممالك التي قامت في جزيرة العرب كل ذلك بعث لتلك الثقافة والحضارة العربية والتاريخ الذي حاول المؤدلجون طمسه وتزوير حقائقه وفي كل ذلك تحصين لعقل الطالب السعودي وتدعيم للانتماء الوطني وترسيخ للهوية العربية الأصيلة بعد أن تم التلاعب بالتاريخ من خلال تغلغل الفكر المؤدلج وأدبيات الإخونج الذين عملوا على تشويه الوطن في أذهان الناشئة حتى وصلت الأمور إلى أن يتم وصف الوطن بالوثن ومحاربة تحية العلم في الطابور الصباحي المدرسي.
يجب أن تكون المواطنة جزء أساسياً مما يتم تعليمه للطلاب وترسيخ مفهوم الدولة القطرية.
ملامح الخطاب التعليمي فعلا تغيرت وبدأت صياغتها بطريقة سعودية تدعو إلى الفخر ومعالجة ناجحة جداً لترسيخ القيم لأن تاريخنا السعودي يدعو إلى الفخر والتركيز على الآثار الحضارية القديمة التي تزخر بها بلادنا بمختلف مدنها وهي صناعة سلام وإيمان بالسلام والتعايش مع كل الأديان والثقافات والمجتمعات وصناعة حياة.
تعزيز الهوية الوطنية مطلب عادل مقابل المنهج الأممي والتفكير الأممي الذي كان يصنعه الصحونج إبان سيطرتهم على المشهد التعليمي حيث يتم تصوير المفاهيم الخاطئة وتجاوز الوطن بشكل لا يليق بوطن عظيم كالمملكة العربية السعودية.
أنا سعودي أولا وعربي، لوطني علم أخضر خفاق يرمز لهذا الكيان الكبير.
حين يقرأ الجيل الجديد في المناهج الجديدة قصة غالية البقمية والدفاع عن تربه ضد الغزاة العثمانيين يكون فعلا قد بدأ أفول الوصاية على العقول وإشراق حقائق التاريخ في صناعة وطن.
برأيي أنه من المهم أيضاً في مراحل لاحقة التركيز على إدراج الموسيقى والفنون الجميلة بأنواعها ضمن مناهج التعليم العام.
إضافة اللغة الصينية مطلع هذا العام أمر أسعد المهتمين بالمشهد أيضاً. شكراً لمن صنع هذا الفرح شكراً وزير التعليم وطاقم وزارته المهتمين والشكر موصول لصانع التغيير وعراب التطوير.