لم يكن التطور الذي ُصنع في منطقة عسير بعقول ورؤى قيادتنا الرشيدة، ليذهب هباءً، بل جعل منها الوجهة السياحية المفضلة لأبناء الوطن والزوار من أبناء دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية، إذ استطاعت المنطقة السعودية الرائعة أن تجذب زوارها وتبهرهم بحداثة وروعة وتصميم عمرانها وهندسة شوارعها، ودفء وجمال شواطئها الساحرة، وحدائقها الغناء، وجبالها الشاهقة وسهولها المنبسطة وفنادقها الفخمة ومولاتها الحديثة ومتاحفها التاريخية، ومما لا شك فيه أن انتشار الأمن والأمان في ربوع هذا الوطن الآمن ساهم بشكل فاعل ومؤثر في جذب السياح لهذه المنطقة.
استطاعت منطقة عسير منذ إطلاق مهرجان أبها للتسوق عام 1397هـ أن تضع معيارًا عالميًا للتميز في تنظيم الفعاليات والمهرجانات وأن تكون ملتقى جماهيريا للمصطافين والزائرين، ولا شك أن الفضل في ذلك يعود إلى الرؤية المستشرقة المبدعة التي تتميز بها قيادتها الرشيدة.
حيث أدركت الأهمية الاقتصادية للمهرجانات ولتطوير البنى التحتية اللازمة من أجل تثبيت مكانة المنطقة كمركز استراتيجي، مما أدى إلى وجود جدول حافل من الفعاليات الحيوية والمتنوعة التي أصبحت جزءًا أساسيًا من ثقافة المنطقة وتطورها وخاصة الملتقيات والندوات والمؤتمرات الكبرى التي أقيمت على أرضها سواء في مجال العلوم والمعرفة أوغيرها من التجمعات الهادفة.
وها هي مدينة الجمال تضيف إلى رصيد إنجازاتها التوعوية (عسير كذا أجمل) مبادرة وطنية حضارية حديثة تنسجم مع رؤية المملكة 2030، وهي المنجز الذي تم التخطيط لها في جميع محافظات منطقة عسير، تتمازج فيها سواعد الوطن بكل فخر واعتزاز لتحقيق أهدافها وطمس مظاهر التشوه البصري.
لقد استطاعت منطقة عسير خلال الفترة القريبة أن تتحرك بتحرك همة أميرها ومواطنيها وأن تترك بصماتها في كل ما يخدم الوطن في ظل دعم واهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظهما الله-، فها هي تبادر بمبادرة صدر الكرامة التي اهتمت بتكريم ذوي شهداء الحد الجنوبي، ومبادرة حسن الوفاء التي كان لها الأثر في استقبال زوار منطقة عسير.
وقد برزت مدينة أبها كمدينة سياحية لتفوز بلقب جائزة عاصمة السياحة العربية 2017م من قبل المنظمة العربية للسياحة بجامعة الدول العربية والتي جاءت كأولى ثمار مسيرة تنميتها السياحية.
تعمل وتبذل إمارة منطقة عسير في ظل أميرها صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود -وفقه الله- جهودا مضنية برؤية قيادتها الرشيدة ذات الفكر الملهم على تأسيس وتوطيد كافة العوامل التي من شأنها أن ترسخ مكانة عسير محلياً وخليجياً وعربياً وإقليمياً، من حيث استثمار بنيتها التحتية وتعزيز كفاءاتها البشرية ووضع رؤية طموحة تمكنها من مواكبة تقدمها وتطورها لتكون المنطقة الأجمل، مادام هذا المبدأ كما قال أميرها: «نعمل جميعًا في منطقة عسير بروح الفريق الواحد، وجميعنا على قلب رجل واحد؛ ولهذا ليست المنجزات وحدها التي تتحقق بالمنطقة، بل كذلك المعجزات».