شريفة الشملان
أنهيت مقالي الماضي عن بنات المؤسسات الاجتماعية وجعلته مختصاً بفتيات دور التربية (الأيتام، سواء فقد الوالدين أو أحدهما، أو بفعل ظروف أخرى كتبتها).
وآتي اليوم على بنات المؤسسات الأخرى وهي غير الأولى بشكل كبير.
وهي تنقسم لقسمين:
الأول: مؤسسة رعاية الفتيات، وكانت سابقاً ترعى البنات الأحداث حتى النساء لسن 30، فتخرج من كونها مؤسسة للأحداث للسجن للنساء. وكان المفروض في بداياتها.
تختلف عن السجن العام، فهي بالإضافة لكونها مكاناً لقضاء المحكومية، فهي أيضاً تقدم الإصلاح ما أمكن، وتمكين الفتيات من العودة للحياة الطبيعية، مع وجود برامج وفعاليات تضيف معلومات وتمنحن فرصاً للتعامل الإيجابي مع مشكلتهن. (سبق أن حضرت مسرحية جميلة قمن بكاملها من كتابة وإخراج وتمثيل)..
تقام دورات في الأنشطة، وصفوف دراسية، وتعقد الامتحانات داخل المؤسسة نفسها، وبعضهن استطعن الحصول على الشهادة الثانوية وتأهلن للجامعة.. كما يشاركن في المعارض الفنية والمشغولات اليدوية.
كذا التواصل مع الأسر بحيث تأتي الأسر وقت الزيارة المقررة رسمي، وفي حالة عدم الزيارة تقوم الإخصائيات الاجتماعيات بزيارات للأسر، مما يمهد لسهولة العودة بعد المحكومية.
هذه المؤسسات كانت قديماً لسن الثلاثين، لكنها حمداً لله اقتصرت حالياً على الأحداث من الفتيات حتى 18 عاماً.
ونأتي على مربط الفرس كما يقال وهو ما بدا الحديث عنه يكثر بعد التغيرات التي طالت حقوق المرأة، ومنها اشتراط ولي الأمر في استلام الفتاة، وهذا ينتفي حاليا فهن أصغر من سن الرشد النظامي.
الإشكالية، بين فتيات صغيرات وارتكبن مخالفات قد تكون بسيطة أو كبيرة. وبين أهل يرى بعضهم ذلك فعلاً كبيراً يمس شرف الأسرة وكرامتها، مما يجعل الأسرة ترفض استقبال بناتها، يكاد الأمر مؤهلاً لجريمة أخرى، وهذا قد حدث مرات يستلم ولي الأمر الفتاة ومن ثم يتم قتلها وعلى الملأ وربما بشيء من الفخر، هناك من يرفض حتى رؤية هؤلاء الصغيرات، رغم محاولات مؤسسات رعاية الفتيات الربط بين الفتاة وذويها.
من ذلك جاءت ضرورة وجود دار حماية، وتوجد في أغلب مدن المملكة ومنها في الشرقية ثلاث، تعمل دار الحماية الاجتماعية، على رعاية وحماية المعرضات للخطر حسب لائحتها. فمع هؤلاء المنتهية محكوميتهن يأتي اللواتي يتعرضن للعنف الأسري. (لي رأيي في المقال القادم).
يتم ذلك عبر مركز لتلقي البلاغات، ويعتبر المبلغ شخصاً حسن النية ما لم يثبت غير ذلك. اسمه وعنوانه سريّان ما لم يُضطر لغير ذلك.
الذي يجب أن يناقش هو خروج الفتيات منها وهو الذي يظهر بشكل واضح، فإن الحماية ليست سجناً، وإن كان لابد من وجود أمن حتى لا يحدث مالا يحمد عقباه خاصة وبها محكومات سابقات، لذا تقوم هذه الدور بتوفير الأمن والرعاية الداخلية، مع المساعدة لتمكين المقيمة من مباشر عملها بأمان إذا كانت عاملة، وتأهيل ما لم تكن عاملة للعمل والكسب الشريف.
إنها لسيت سجينة بالوقت ذاته لا يمكن اعتبارها حرة بكامل حريتها إلا إذا أمنت حياتها وطريق مستقبلها من الخطر. وهذا ما أوجد بعض الإشكالية ما بين وزارة التنمية الاجتماعية وبين القرارات الخاصة بالمرأة التي تطرقت بعض الأقلام الجادة لها. رغم وضوح ذلك في اللائحة، ومنها قبل الدخول محاولة إصلاح الأمور مع الحالة وذويها، وقد يكون الزوج مصدر خطر الحالة فيتم ذاك عن طريق لجان إصلاح ذات البين.
تنتهي إقامتها متى ما رغبت بذلك وكان في سن الرشد مع تأمين العمل ومصدر كسب. أو وجود مكان آمن لها من أهلها وأقاربها حسب اللائحة.
هناك أيضاً دور لضيافة الفتيات، لكني لم أجد شيئاً واضحاً عنها، ما وجدته يتعلق بحماية الطفولة.
لم انته بعد هناك ما يلزم الكتابة عنه.. وعذراً مقدماً بانتماء شديد لي للرعاية الاجتماعية.
ورعاكم الله جميعاً مجتمعاً ووطننا.