فهد بن جليد
في الغرب يتوقف الناس غالباً عندما يرون شخصاً من ذوي الإعاقة على (كرسي متحرك) احتراماً له بشكل لافت، ومنحه الوقت الكافي والأولوية للعبور أو دخول المصعد -دون إشعاره بأي نقص أو شفقة- فهذا حق مُكتسب فرضه النظام والقانون والتزم به المجتمع كثقافة ورمز إنساني، من المعيب أن يفقد كثيرون في مجتمعاتنا التحلي بمثل هذه التصرفات الإنسانية التي تنبع في الأصل من سماحة وأخلاق ديننا الإسلامي وعروبتنا، فحق المُعاق وأولويته في العبور وموقف سيارته.. إلى غير ذلك حقوق مُكتسبة رغم مُحاولات إهدارها في عُرف وقانون بعض الأصحاء، الذين هم مُعطلون حقيقيون ضد بناء وخلق أي بيئة إيجابية مُحفِّزة لتحسين حياة المُعاق، قد يسعى المجتمع والقانون لإيجادها.
بالمُقابل تبني القطاع الخاص جوائز لتكريم (الأصحاء) المهتمين بذوي الإعاقة من الوالدين والمُبتكرين والأقارب، لفتة إنسانية مستحقة ينتظر أن تُسهم بشكل -غير مباشر- في تحسين هذه البيئة المُحيطة، وهو هدف ننشده جميعاً قد لا يتحقق بالأنظمة والقوانين لوحدها، فالتحفيز والشكر طريق لضمان ابتكار المزيد من الخدمات ومُساعدة الأهالي و(أصحاب الشأن) للاهتمام أكثر بهذه الفئة الغالية ولفت الانتباه لجمال هذه الأخلاق، خلال أسبوع واحد فقط شهدنا (جائزتين) للقطاع الخاص من هذا النوع، الأولى لتكريم (الأم المثالية) التي تقدم كشريك في عملية علاج وتعليم وتأهيل الطفل المُعاق، والثانية لعموم أفراد المجتمع الذين يسهمون في (مسار) خدمة ذوي الإعاقة عبر تقديم (فكرة أو مُنتج أو مُمارسة) تغير من حياة ذوي الإعاقة وتُساهم في جعل حياتهم ومُستقبلهم أفضل.
بتداولنا لمثل هذه القصص الإيجابية والمُبادرات، ودعمها بالعديد من الجوائز السنوية الأخرى في هذا الاتجاه، نقضي على الظواهر السلبية ونحدُّ منها لنخفف من آلام ذوي الإعاقة ونجعل حياتهم ومُستقبلهم أكثر تفاؤلاً، الأمر الذي ينعكس على سعادة وسلامة المجتمع بأكمله، لدينا (جوانب مُضيئة) عديدة في حياتنا، تستحق أن تروى لتتصدَّر المشهد وتخفِّف من جرح سماع تلك القصص المؤلمة والمُحزنة لمُعاناة مُعاق، ومواجهته لصعوبات بسبب إهمال أسرته ومحيطه، أو انتهاك أشخاص غير أسوياء لحقوقه العامة أو الخاصة، وعدم اكتراثهم للمُساهمة في بناء وتهيئة البيئة المحيطة به، بعيداً عن نظرة الشفقة والحزن التي تملأ عيون بعض المُتعاطفين، والتي تخلف غالباً (ألماً) للمُعاق لا يقل عن ألم من انتهك حقوقه.
وعلى دروب الخير نلتقي.