عثمان أبوبكر مالي
تحديات مختلفة تواجه إدارات الأندية الرياضية مع بداية كل موسم رياضي، تحتلف من نادٍ لآخر، بل إن التحديات (أحياناً) تختلف في النادي الواحد من إدارة لأخرى، وفقاً للإمكانات والخبرات والتجارب، وقبل ذلك (فارق الطموح) والقدرات، والأكيد أنها تختلف من موسم لآخر على سبيل المثال سيختلف المطلوب تحقيقه في النصر(العالمي) هذا الموسم عما كان عليه في الموسم الماضي، والنجاح الذي خرج به الفريق، فالحفاظ على اللقب (الاستثنائي) الذي حصل عليه سيكون تكراره التحدي الأول، فيما سيكون التحدي الأول للهلال هو بالتأكيد إعادة الفريق إلى منصات التتويج، وهو الذي لم يعتد الابتعاد عنها كثيراً، إذا اعتبرنا أن بطولة السوبر التي حققها (الزعيم) مع انطلاقة الموسم الماضي تعد من (مكملات) الموسم الذي قبله.
العودة إلى منصات التتويج قد يكون أيضاً تحدي الأهلي الأكبر، وفي رأيي أن تحدياً قبله يواجه إدارة النادي هو القضاء على (ضجيج الفوضى) المسموعة حالياً في العمل الإداري والفني في الفريق، بشكل لم يكن موجوداً، أومعتاداً في النادي (الراقي)..
أما جاره (المونديالي) فإن التحدي الأكبر أمام إدارته - من وجهة نظري - هو في كيفية التعامل مع (الطموح العالي) جدا لدى جماهيره العريضة، وهو طموح متشعب جداً، له بداية وامتداد، لكن من الصعب تحديده أو الحديث عن مداه والأصعب من ذلك الحديث عن إمكانية تحققه أوتوفر أدوات تحقيقه كاملة.
صحيح أن الطموح حق مشروع لجماهيركل نادٍ، ودائماً بقي طموح جماهير (العميد) كبيراً وعالياً، بدليل انه في الموسم الرياضي المنتهي قريباً، بلغت طموحاتهم (عنان السماء) قبل انطلاقته، وأذكر بالمقولة التي كان الكثيرون منهم يرددونها قبل انطلاقته عندما كانوا يقولون (انتهت عقوبة الاتحاد وبدأت عقوبة الآخرين)، وفي نهايته كان الجميع يردد ويقول (الحمد لله.. ربنا سلًم).
وكأن في الاتحاديين اليوم من نسوا تلك (التفاصيل) سريعاً، ولذلك قفزت مطالبهم المبكرة من الفريق إلى الحد الأعلى من الطموح من غير المرور بمشوار الاستواء بعد الاستعداد قبل الوصول إلى مرحلة الوقوف كاملا، وذلك لا يمكن أن يحدث (عملياً) خلال أشهر قليلة جداً تفصل بين مرحلة (النجاة) من مظلة الهبوط واستعادة ذاكرة القوة والمنافسة الشرسة ومن غير تدرج ومرور بمطبات أقل، على النحو الذي يحدث حالياً مع الفريق في (عناصره) وتشكيلاته والأهم من كل ذلك خطواته.
الصحيح قبل ذلك أن يأتي العمل بتأن وهدوء وتدرج وتوقع لسقطات وصدمات، والأهم من كل ذلك تقبل ما سيحدث وما سيأتي، وحتى يتم ذلك لا بد من عاقل أن يقول للجماهير المندفعة والمنهدرة والمنتظرة والمتوقعة والمتطلعة إلى موسم (رباعية أو ثلاثية أو ثنائية) أو حتى عودة سريعة إلى (التتويج) على رسلكم هذا الطموح العالي مبالغ فيه.
كلام مشفر
« العودة إلى القمة لا بد أن يكون بالتدريج، تماماً مثل صعود السلم بعد السقوط في أسفله يتم (حبه حبه) درجة درجة، وهو ما يفعله العمل الإداري والفني في الاتحاد، ويحتاج إلى وقت لا يقل عن (الدور الأول) كاملاً، قبل ان يتسلم طريقه الصحيح، ويفرز الأسماء والعناصر ويختار بالتالي (هدفه) المحدد بدقة في ذلك الوقت.
«قلت إن بداية الفريق الاتحادي هذا الموسم من أفضل البدايات التي قدمها منذ قرابة عشر سنوات، أي من بعد عام 2009م فنياً وعناصرياً، ومع ذلك لايخلو العمل الفني من أخطاء وثغرات، يجب التنبيه والحديث عنها، سواء عناصرياً أو تكتيكياً، لكن من غير المعقول أن يكون من ضمن الحديث خيار (الإقصاء) للجهاز الفني بقيادة (سييرا)، فعل ذلك هو عندي - كما سبق وإن قلت - ضرب من الجنون.
« أحد أهم تباشير التدرج في العمل الإداري والفني في الفريق الاتحادي قائمة الأسماء التي تم اختيارها للمنتخب الوطني الأول لكرة القدم، فبعد أن كانت آخر قائمة رسمية تضم لاعباً واحدا فقط (فهد المولد) ضمت القائمة الحالية سبعة أسماء (شابة) من بينهم أصغر لاعب في قائمة المنتخب عمره 20 عاماً (سعود عبدالحميد) فيما أكبرهم عمره 27 عاماً (فواز القرني).
«امتلاك سبعة لاعبين وطنيين في قائمة المنتخب الوطني إلى جانب سبعة محترفين أجانب، ربما لا يراه بعضهم (مقياساً) لكنه حتماً (مؤشر) قوي على امتلاك الأدوات من عناصر أساسية وتوفردكة قوية، ويبقى خلق التفاهم والانسجام والانصهارفي بوتقة واحدة، ذلك مسألة وقت (موسم على الأقل) ومن ثم أطلقوا العنان لطموحاتكم المعتادة.